عبد اللطيف عربيات.. وزير بلا حقيبة
نيسان ـ نشر في 2016-12-06 الساعة 09:50
كتب إبراهيم قبيلات..'هذا الوحيد المنتخب من الشعب مباشرة' بهذه الحدية والوضوح استقبل الزعيم الليبي الراحل، العقيد معمر القذافي رئيس مجلس النواب الأردني الحادي عشر، الدكتور عبد اللطيف عربيات، الذي وصل طرابلس إلى جانب رؤساء البرلمانات العربية؛ لكسر الحصار الأمريكي على ليبيا بعقد اتحاد برلمان عربي عند القذافي، عقب حادثة تفجير طائرة بان امريكان عام 1988 باسكتلندا بايدي عملاء ليبيين.
لا يخفي القيادي الإسلامي عبد اللطيف عربيات فرحه بكلمات القذافي التي وجهها لرؤساء البرلمانات العربية، العام 1992؛ لما لها من انعكاسات حقيقية لثقة الشارع ووزنه، يقول عربيات لصحيفة نيسان : 'مجلس 89 لن يتكرر، كنا رجالا وندير البلد من دون ضجيج'.
بالنسبة لعربيات فإن مجلس النواب الذي ترأسه لثلاث دورات جنّب الأردن حرب الخليج، وحال دون مشاركة الجيش العربي في حفر الباطن ضد العراق، وهو بذلك يعكس رغبة الشارع ونبضه، فتشكلت له هالة وحصانة شعبية، عجزت سبعة مجالس نيابية لاحقة عن مجاراته.
يعتقد عربيات الذي منحه الملك الراحل الحسين بن طلال لقب معالي رغم عدم استلامه لأي حقيبه وزارية، أن هناك مؤثرات خارجية فرضت نفسها اليوم على إيقاع المجلس، شملت 'الغرب' و'الشرق'، فراح يبتعد اكثر عن دوره ومساره، لكن عربيات يؤرخ لذلك بقوله: منذ اعتمدت المملكة قانون الصوت الواحد لفرز المرشحين تغير المشهد في العبدلي'.
بين العبدلي والسلط سنوات أنفقها الرجل في العراق لدراسة الهندسة الزراعية، قبل أن يتابع مسيرته العلمية إلى الولايات المتحدة؛ ليحصل على درجة الدكتوراة في التربية عام 1974. هي محطات لا تغيب عن بال عربيات لكنه يراها إضافات نوعية لأرضية خصبة ومتينة تأسست في مدرسة السلط.
في السلط أيضاً، وتحديدا عام 1948 انخرط عربيات الطالب في الصف السابع بالعمل السياسي، وسرعان ما تشكّلت رؤاه ونضجت فكرته، فانسجم مع نفسه وميوله السياسية والفكرية، التي استندت إلى البحث والمطالعة إلى جانب لقاء كبار العلماء في القدس، من خلال المؤتمرات الإسلامية.
في القدس دخل عربيات في مستويات حوارية عالية المستوى، ولا سيما أن علماء وزعماء العالم الإسلامي كانوا يحضرون مؤتمر القدس الإسلامي، ثم يكون المجال واسعاً لحوارات فكرية وعلمية، يصيخ السمع إليها، ويعمل وفق قناعات فتية اجتهد في تدعيمها وإسنادها.
من تلك الحلقات انبرى عربيات وراء تحقيق حلمه في الحصول على درجة الدكتوراة، مدفوعاً برغبة سلطية لا تنكسر، واصل الطريق حتى ارتدى ثوب التخرج من جامعة University of Texas A&M الأمريكية.
عربيات يرفض أن ينظر لحال جماعة الاخوان المسلمين اليوم، بعد أن تعرضت لهزات متتالية بمعزل عن المحيط العام، يقول : ' بعد قرن من الاستعمار والكابوس الغربي على البلاد العربية فشل الحكام، وفشلت معهم الاحزاب في تحقيق حلم الشعوب'.
أما من ترك صف جماعة الاخوان المسلمين مؤخراً فإنه يختصر الحديث عنهم بقوله : اجتهدوا وجربوا ولكنهم لم يصلوا إلى شيء، وفي النهاية الكل سيعود إلى الأصل'، مستشهدا بتجربة الدكتور عبد الله العكايلة الذي خرج من صفوف الجماعة مبكراً، لكنه عاد.