اتصل بنا
 

التسخين لانتخابات الصحفيين بين الإفادة والتسكين

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2016-12-12

تسخين انتخابات نقابة الصحفيين الأردنيين في الربيع المقبل وتحديث الجسم الصحفي بإصلاح شمولي في جسم الإعلام وتسليط الضوء على قضايا مؤرقة للوسط الصحفي، بما في ذلك القضايا التشريعية والمعيشية والقيمة المادية والمعنوية للنقابة.
نيسان ـ

من المفترض ان تكون عملية التسخين لانتخابات نقابة الصحفيين الاردنيين، التي ستجري في الربيع المقبل، مختلفة عن سابقاتها من الانتخابات، لا سيما ان اغلبها اتسم' فيما مضى بغياب ' الطعم واللون والرائحة 'والبرامج، وبالتالي تتهيأ الفرص اليوم لطرح ما يشد اعضاء الهيئة العامة ويجذبهم إلى صناعة جو عام يبحث عن اصلاح شمولي في جسم اعلامي له وزنه يفترض ان يحسب له حساب على المديين !.

وبإجماع الأغلبية، ظلت الانتخابات مجرد تحصيل حاصل واستحقاق زمني قانوني ليس الا، الا اننا نرى في تسخين الجسم الصحفي الان لوتيرة الانتخابات، حتى ولو بالكلام فقط، والذي يتمثل بما يدور في اروقة الهيئة العامة للنقابة من نقاشات بينية هادئة احيانا وساخنة احيانا اخرى وعازفة عن الخوض في التفاصيل، مكتفية بالمراقبة والتيقن بأن الامور تسير في السياق العام...

وهي بحكم الواقع كسر للمألوف ممزوج ببعض من الجرأة خصوصا انك في السابق قبل هذه الانتخابات كنت في مواجهة امبراطوريات صحفية من الوزن الثقيل واباطرة في الصحافة هم من يقررون ويصنعون النقيب والمجلس والخطوط الحمر.

والان وقد صحت الهيئة العامة من غفوتها الطويلة، وسرت في اوصالها تيارات 'تشرق وتغرب 'وتيارات تستهدئ، وتستبطئ لتصل بالنقابة الى بر الامان، وبظروف تتيح لها ترجمة الممكن من الطموحات، نخشى ما نخشاه ان يكون الكلام الكبير الذي نسمعه جزءا من الظاهرة الصوتية المبتلين بها في عالمنا العربي وفي كل ميدان وحول كل شيء.

الا ان هذه الصحوة المبكرة يسجل لها لا عليها ولكل من دفع تجاه ان تسلط الاضواء الساطعة على قضايا مؤرقة للوسط الصحفي، ومنها قضايا تشريعية مهنية بحتة، وقضايا معيشية وقضية تساوى الوجود وهي القيمة المادية والمعنوية للنقابة المفقودة من عقود.

فالفقد الذي يلمسة الكثيرون ان مشاركة النقابة غائبة في كل مناحي الحياة الاردنية فهي ليست صانعة حدث وطني ولا منفعلة بحدث اقليمي، بل متلقية لحدث ما، وبالتالي ان يكون خيارها الانكفاء والعزلة الطوعية اذا اصرت ان تكون متلقية فحسب، وهذا ما لا يقبله اي عاقل في الاسرة الصحفية على امتدادها.!

وحتى لا نتهم اننا من هواة اللت والعجن 'على الفاضي 'ارى ان النقيب والمجلس القادمين لن يكونا محظوظين كالعادة لان الطروحات والمطالب عادية، ومن زاوية انها تكررت، ومن زاوية اخرى ان النقابة والمجلس لا ناقة لهما بها 'على الاقل 'في المدى المنظور والحل والربط ليست مسوؤلية النقابة لوحدها كموضوع التشريعات الناظمة للعمل الاعلامي، وكالظروف المعيشية للصحفيين لكون الكثيرين على استعداد لاثارة وفتح ملفات ليست بالحسبان.

اقول ان النقابة وبعيدا عن ما هو مألوف، مطلوب منها ان تصيغ معادلة واضحة مع المؤسسات الصحفية الوطنية لحسم اللبس الذى نواجه به كصحفيين عاملين في الميدان، ولزوم ان نقوم يوميا بموجبات الوظيفة وكاي واجبات وظيفية اخرى تقتضيها العملية الادارية، وهذا معيب للصحافي، الذي تحكمه موجبات وظيفته وحسه الصحفي الابداعي لا الحس الوظيفي وموجباته كساعة حضور للعمل ووقت مغادرته واذن المغادرة والاستئذان وما الى ذلك .

والقول الثاني ان التسخين الذي نلمسه جلب فائدة كأن نقول ان لا محرمات في حوارات الصحفيين على هامش انتخاباتهم حتى الان شرط ان لا تكون هذه الفائدة تسكين لاستفادات واسعة مأمولة ستظل طي الحفظ والصون، ومنها على ما اعتقد البحث عن صيغ تحد من الاعتداء على المهنة لانها اعتداءات معيبة، وان الامر لايجب ان يتوفق عند تزويد النقابة للجهات الحكومية والخاصة بكشوفات الصحفيين المعتمدين لديها، بل بالاسراع إلى تحريك قضايا في المحاكم بحق من يعتدون وعن سابق اصرار وترصد.

نيسان ـ نشر في 2016-12-12


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً