ترامب ..من أول غزواته كسر عصاته
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-01-27 الساعة 04:44
يقرأ المكتوب من عنوانه ،ونحن قرأنا الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مجددا من خلال ما ورد في خطابه الرئاسي الأول ، الذي ركز فيه على مبدأ إنعزالي لا يليق بدولة مثل امريكا أن يظهر فيها وهو أمريكا أولا&. وقد ركز ترامب على المهاجرين الذين وصفهم باللصوص والذين يستولون على وظائف الأمريكيين ، ولهذا فإنه يطالب بإغلاق الحدود ومنع الهجرة لأمريكا لينقض مبدأ يفتخر به الأمريكيون انهم بلد المهاجرين ،ولولا الهجرة لما تربعت امريكا على عرش العالم. صدق المثل القائل من أول غزواته كسر عصاته والإمتحان العسير الذي سيرسب فيه ترامب بجدارة هو العلاقة الأمريكية –الإسرائيلية ،والسؤال الكنز هو:هل يستطيع ترامب صاحب مبدأ أمريكا أولا ،أن يقف في وجه الكونغرس الأمريكي الموظف عند مستدمرة إسرائيل ، وهل يستطيع وهو الرئيس الأمريكي الوقوف في وجه اللوبي الإسرائيلي في واشنطن الإيباكوهل يستطيع أيضا ممارسة الضغط على إسرائيل؟ وهل لديه الجرأة على إلغاء برنامج المساعدات الأمريكية لإسرائيل ،خاصة وان إسرائيل تحصل على نصف المساعدات المريكية للعالم النامي؟ وقد بلغ حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل ثلاثة تريليونات دولار امريكي في 55 عاما مضت، وآخرها موافقة اوباما على منح إسرائيل مساعدات عشرية بقيمة 38.8 مليار دولار بواقع 3.8 مليار دولار سنويا. تحدث الرئيس ترامب بإهانة بالغة عن المهاجرين لأمريكا ووصفهم باوصاف لا تليق بهم اولا ولا به كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ، لكنه ولضعفه لم يجرؤ على إنتقاد مستدمرة إسرائيل ، وعلاوة على ذلك فإن إبنته المتهودة إيفانكا التي غيرت إسمها لياعل والتمتزوجة من شخص يهودي بالمولد يدعى دارد كوشنير قد إستأذنا الحاخامية الكبرى في مستدمرة إسرائيل لإختراق حرمة السبت لحضور حفل تنصيب والدها .
ما كان للرئيس الأمريكي الجديد أن يقرأ مثل هذا الخطاب أمام الأمة الأمريكية والعالم ،لأنه أثبت قطعيا عدم دراية الرجل لا بالسياسة ولا بالدبلوماسية ،وأنه على ما يبدو ليس مسؤولا عن كلامه ،لأن هناك من سيحاسبه من الأمريكيين انفسهم ،ويطالبه بتطبيق مبدئه أمريكا أولا،وخاصة من أؤلئك األمريكيين الوطنيين الذين يرون القرادة مستدمرة إسرائيل ،وهي تمتص دم البقرة الحلوب أمريكا ، ويلمسون ان الكونغرس قد كرس كافة طاقات أمريكا لخدمة مستدمرة إسرائيل. هل يعلم الرئيس الجديد القادم إلينا من عالم المال والنساء الغانيات أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل بلغت 3 تريليونات دولار في 55 عاما،وأن مستدمرة إسرائيل شفطت من أمريكا عام 2010وحده مساعدات بقيمة 28 مليار دولار؟ بدأت قصة الإبتزاز الإسرائيلي لأمريكا عام 1948 عندما وافق الرئيس ترومان على منح المستدمرة قرضا بقيمة 135 مليون دولار ،لتصل المساعدات الأمريكية للمستدمرة حتى العام 2004 إلى 140 مليار دولار،بحسب دراسة للأستاذين الكاديميين جون ميرشايمر وستيفين وولت اللذان إتهما باللاسامية بعد ذلك.كانت المساعدات الأمريكية للمستدمرة تشمل الجانبين العسكري والإقتصادي،وتحولت مؤخرا إلى عسكرية باكامل بناء على إتفاق بين النتن ياهو والكونغرس الأمريكي الذي يأتمر باوامر النتن. وقد تم منح مستدمرة إسرائيل مبلغ 16 مليار دولار نظير توقيعها على معاهدة كامب ديفيد مع السادات ،وبلغت المساعدات المريكية للمستدمرة منذ العام 1949 حتى 2012 نحو 112 مليار دولار،و إتفق بعد حرب العام 1973 على منح المستدمرة مبلغا مقطوعا سنويا قيمته 3مليارات دولار رفعه أوباما إلى 3.8 مليار سنويا. السؤال الذي يطرح نفسه هو :هل يجرؤ ترامب على إغلاق الحنفية الأمريكية لإسرائيل ؟أو هل لدية المقدرة أن يلجم الكونغرس الأمريكي ويوجهه لخدمة أمريكا بدلا من مستدمرة إسرائيل؟ هل يعلم ترامب أن الأسلحة الحديثة التي تنتجها الشركات الخاصة المريكية تصل إلى الجيش الإسرائيلي اولا ؟ومن ثم يتم شراء ما تطلبه وزارة الدفاع المريكية ؟
آخر التساؤلات التي نعرف اجوبتها سلفا :هل يجرؤ ترامب على الحد من تحرك وصلاحية اللوبي الإسرائيلي في واشنطن الإيباكويقول لهم :أمريكا اولا؟ عموما لقد سجل الرئيس الأمريكي مساحات شاسعة من عدم معرفته بكل ما يتعلق بالحكم ، وأن تعيينه وزير خارجية من خارج الإطار سيسرع من تدهور الأوضاع في أمريكا.