على نفسها جنت براقش أسعد العزوني
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-02-16 الساعة 05:12
وبراقش هنا هم العرب العاربة والمستعربة ،ومن ضمنهم الفلسطينيون الذين إنخدعوا بأن مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة ترغب بالتعايش معهم ، ونسجوا معها علاقات قوية داعمة حتى إبان كانت في مرحلة العصابات الإرهابية المسلحة ،تحت الإنتداب البريطاني لفلسطين. كانوا جميعا ينتظرون على أحر من الجمر نتيجة الإنتخابات الأمريكية كل أربع سنوات،ونتيجة الإنتخابات الإسرائيلية غير المحددة بمدة زمنية ،وسواء جاء الديمقراطيون او الجمهوريون إلى البيت الأبيض ،أو الليكود أو العمال في تل أبيب،فإن قطار السلام لم يتحرك قيد انملة ،لكن الحركة تبدو مهولة في نفق الإستسلام. شاهدنا الجميع يقعون في وحل هذا النفق وهم يصرخون :نعم نعم نعم للسلام ،ووصل الأمر بهم إلى كشف ما كان مستورا عن الجماهير العربية برمتها حول علاقة الأنظمة بمستدمرة إسرائيل، وتبين وخاصة بعد جريمة تفجير البرجين الإرهابية في واشنطن في 11 سبتمبر من عام 2001 التي نفذها يهود واليمين الأمريكي، أن الجميع كانوا في تشبيك قوي مع تل أبيب أبا عن جد ،ولكن نصيبهم كان الركلات الإسرائيلية المتزايدة يوما بعد يوم.
لقد قام السفاح الإرهابي شارون بركل العرب جميعا عند تبني قمة بيروت العربية لما يطلق عليها ;مبادرة السلام العربية ;نالتي ضمنت هرولة 57 دولة عربية وإسلامية وهي كامل اعضاء منظمة التعاون الإسلامي ،للتطبيع والمصالحة مع مستدمرة إسرائيل، وذلك عام 2002 ، إذ رد عليهم شارون بإعادة إحتلال عدة مدن فلسطينية . بعد السفاح شارون جاء السفاح النتن ياهو وتمترس حول صهيونيته بعد أن درس الملف العربي-الإسرائيلي ووقف بنفسه على طبيعة التحالف العربي- الإسرائيلي ،خاصة وأن الحميمية العربية الرسمية بطبيعة الحال تجلت في أبهى صورها ، ووصل الأمر إلى قيام 5 دول عربية بتأييد مستدمرة إسرائيل في هجماتها الوحشية على قطاع غزة ،ما جعله يصرح علانية أن تلك الهجمات نجحت بصورة غير مسبوقة لأن هناك خمس دول عربية أيدتها!!!! لقد تصاهر البعض إقتصاديا مع مستدمرة إسرائيل ،وإستثمر فيها وتبرع لضحايا الحرائق الأخيرة التي إفتعلها النتن ياهو للهروب إلى الأمام، بعد أن تصاهروا سياسيا ،وهذا هو سر قوة مستدمرة إسرائيل وليس سلاحها النووي الذي لا تستطيع إستخدامه أصلا. وفي واشنطن جاء المستثمر ترامب شريك العرب والمسلمين الإقتصادي وقطع الأمل بالنسبة للحالمين بالسلام مع مستدمرة إسرائيل ،وشطب حل الدولتين ،وتناغم معه الرئيس الإسرائيلي الذي قال أنه يفضل ضم الفلسطينيين إلى مستدمرة إسرائيل ومنح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية ،لكن وزير التعليم الإسرائيلي غرد بنغمة معاكسة وقال أن الأرض الفلسطينية من حق اليهود ،وان الفلسطينيين لهم حق الإنتخاب ولكن في برلمان السلطة الفلسطينية.
وكان الوزير الإسرائيلي يعقوب قرا قد إستبق قمة ترامب-نتن ياهو بالحديث عن تبني القمة مقترح الرئيس المصري السيسي الذي يدعو للإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة وشبه صحراء سيناء، وتبين أن زيارة النتن ياهو لواشنطن ولقائه مع ترامب ،نسفت كل التنازلات العربية السابقة ،ورأينا كيف أن ترامب تحدث بلسان النتن ياهو،وجاء ذلك بطبيعة الحال لأن النتن ياهو جاء إلى واشنطن مسلحا بالتعنت وبمراكز الضغط اليهودي في امريكا في حي أننا كعرب عندما نذهب لأمريكا ،نكون مدججين بالرغبة الملحة في تقديم التنتازلات هذا في حال تحدث احدهم حول القضية الفلسطينية ، ويحضرني هنا تصريح ناري للرئيس الأمريكي الأسبق كارتر بعد إنتهاء ولايته إذ قال أن احدا من الحكام العرب الذين إلتقاهم وما اكثرم لم يتحدث معه بشأن الدولة الفلسطينية. كان النتن ياهو في واشنطن رمزا للتعنت والوقاحة والتضليل بدعوته للفلسطينيين الإعتراف بيهودية الدولة وضمان سيطرة إسرائيل الأمنية على الضفة الفلسطينية كاملة ،كشرطين لقبول عودة الفلسطينيين للمفاوضات ،كما أنه إمتدح الجيران ; العرب الذين غادروا مرحلة التحريض ضد إسرائيل وينسقون مع إسرائيل. بقي القول أن الخنوع والضعف والتسابق في تقديم التنازلات وإقامة العلاقات مع مستدمرة إسرائيل ، هو شكل من أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني ،وعليه فإن المطلوب من الجميع إعادة النظر في سياساتهم تجاه الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي ،وعلى قيادة السلطة الفلسطينية أن تغير من نهجها السلمي وتضع ظهرها إلى الحائط ،لأن اعتى قاض لن يتمكن من إتمام عقد القران ما دامت العروس رافضة للزوج المفروض عليها.