الانتخابات البلدية واللامركزية في ميزان الاستراتيجيات الغائبة
هشام عزيزات
صحافي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2017-05-14 الساعة 12:31
ونحن نخطوا بتثاقل نحو الخامس عشر من اب القادم لنمارس حقا دستوريا من حقوق المواطنة فنبنى اضافة الى ذلك مدماكا جديدا من مداميك ابنية دولة القانون والمؤسسات، ونؤكد في ذات الوقت ان الاختيارات الديموقراطية وبالتالي ما تفرزه صناديق الاقتراع هو الحكم وهو الذي سيحظى بالاحترام والقبول وان تقاطرت الافكار وتعارضت ،فاننا نتحدت بالضرورة وبخجل عن حاضر وطني مبني استراتيجيا بهشاشة .
الا اننا مع ذلك نتواصل ونتعايش فيه ديموقراطيا ونحمي مستقبلنا ومستقبل الاجيال التى لم تولد بعد، وبعيدا عن الحجب والاقصاء والاستفراد ولكن ونحن نتسلح باستراتجية غير واضحة للحالة الراهنة المعاشة والقادم منها الينا على غلفة وعلى شكل مداهمات ونحن لا نملك وفق الواقع من اسلحته او ادواته الا بلاهة الاندهاش وبؤس تلقى الصدامات.
والحديث عن الاستراتجية هنا ليس حديثا اقحاميا على الاطلاق ولا هو ترفا بقدر ما ان الرؤية الجديدة للبلديات وقد قفزت بحكم ضغط المتغيرات من كونها وحدات تؤدي فقط خدمات وجبايات الى وحدات للاستراتيجيات التى تعد و تحاك وتدبر لتواجه المتغير على كل الصعد الذي يضرب جهات الوطن الاربع، وخصوصا في جانب مهم وهو التبدل الحاصل في سمات ووظائف مدننا وربما انسانها.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر تبدل سمات 'مادبا 'من كونها في بدايات القرن الماضي كانت مدينة زراعية رعوية وانتقالها الى مدينة زراعية سياحية وصعوبة ان يكون للصناعة فيها موطىء قدم الى ان كانت نهايات القرن الماضي وحصول مؤشرات استقرار سمة المدينة السياحية من الدرجة الاولى بتكريسها عالميا مدينة سياحية دينية بزيارات باباوات روما لها، وبتحول مدرسة فيسيفساء مادبا الى معهد تعليمي تدريبي للفسيفساء واحتمالية تحولة الى جامعة تكبر سنة عن اخرى خصوصا ان البنية المستحدثة للمعهد تؤهلة للتحول لجامعة متخصصة.
فبما تكرس طابع تعليمي تربوي للمدينة في غفلة عن الزمن وعن اهلها والمؤسسات التمثيلية المحلية بنشوء الجامعات منها الجامعة الامريكية في مادبا والجامعة الالمانية وعدد من جامعات الاطراف التى بلغت اعمارها دهرا دون ان تؤثر في المدينة والجوار لا ايجابيا ولا سلبيا او ان يؤثر فيها المحيط .
وبالطبع هذا تم ويتم في غياب استراتجية التحول والقبول بالتحول واستراتجية استيعاب التحول وتجنب الصدام مع ادواته وترشيدة واستراتجية رفض التحول او القبول به ولو على مضص.
باختصار المؤسسات الشعبية المنتخبة والتي ستنتخب من مجالس بلدية ومجلس محافظة ومجالس معينة 'غايبة فيلة' غير مطلة اطلاقا على المتغييرات وتتعفف عن مناقشة ادوار وتاتيرات هذا الجديد الذي طرأ على المدينة بل انها تحشر حالها في زاوية اداء الخدمة بدلا من من تطوير الخدمة وفي الجانبين اي انها تعمق من العزلة الاجتماعية .
في الاستنتاج السريع والكل يهتم وفي ذات الوقت مهموم بالانتخابات البلدية واللامركزية وضرورة الخروج عن الاطر التقليدية في فرز المرشحين وفي انتخاب المرشحين يلاحظ ان مشاريع المرشحين محكومون بمنطق ان الموضوع والعضوية في المجلس البلدي او المجلس المركزي تكريمي نفعي، وبمعنى واضح صارخ ان في الاغلب الاعم من المرشحين او الا صح ان مشاريع المرشحين باحثون عن منافع ضيقة، وهو بحث بالتأكيد واهم لا يغني ولا يسمن مثلما ان الامر يعمق من غياب استراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى عن مجالس البلديات' الطويلة العمر 'ومجالس المحافظات البكر !!