اتصل بنا
 

عن الخيار العسكري في أزمة قطر

كاتب وخبير أمني

نيسان ـ نشر في 2017-06-13 الساعة 10:59

توازن القوى والتهدئة: قطر تواجه العزل والحصار بالتحدي والتأكيد على سياساتها، فيما تركيا وباكستان ترسلان قوات عسكرية إلى الدوحة.
نيسان ـ

انحصرت إجراءات المملكة العربية السعودية وحلفائها؛ الامارات والبحرين ومصر ضد قطر في المقاطعة والعزل ،وفرض حصار اقتصادي وسياسي فيما اختارت الدوحة التحدي، والتاكيد على انها ستواجه بقوة وثبات تلك الإجراءات، فتعهدت، كما جاء في تصريحات وزير خارجيتها، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بمواصلة الالتزام بسياساتها.
'سياسات' دعمها للاخوان المسلمين والاسلام السياسي، او تحالفها مع إيران، فيما رفض امير قطر، دعوة البيت الأبيض لمفاوضات بين قطر وخصومها؛ ما يشير الى احتمالات تصاعد الازمة، واتخاذها مسارات جديدة، تضعف معها احتمالات اجراء مصالحة، خاصة ان الاطراف التي ابدت رغبة بالتوسط، باستثناء الكويت تطرح اما ضرورة عدول قطر عن سياساتها بدعم الإرهاب، كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي ترامب، او التحول التركي، الذي بدا اجراءات تشريعية للدفاع المشترك مع قطر، والنية لارسال قوات عسكرية الى الدوحة، وتبعتها باكستان باستعدادها ارسال عشرين الف جندي الى قطر.
تدل الكثير من التطورات على ان القيادة القطرية تبدو استوعبت أجواء الصدمة، من اجراءات التحالف العربي بقيادة السعودية ضدها، من خلال اظهار ضبط النفس في ردود الفعل، وتاكيد قدرتها على استيعاب نتائج قرارات الحصار والمقاطعة، مع استمرار الحملة الاعلامية على الاقل، لنفي مبررات الحصار والمقاطعة، وتأكيد مواصلة قطر سياستها، وهو ما يعني في جوانب ما ان لدى القيادة القطرية من الاشارات او تقدير الموقف او حتى تاكيدات وضمانات بان حدود الازمة لن تصل لمستوى الحلول العسكرية، وشن حرب عليها، او انها حروب باحتمالات ضعيفة جدا، بالرغم من التلويح بها، واصرار محللين ان خيار الحرب وارد تبعا للتطورات المفتوحة وعلى كافة السيناريوهات.
لكن، اذا كانت احتمالات الحرب ضعيفة الى هذا الحد، فلماذا هذه الاندفاعة من تركيا وباكستان لارسال قوات عسكرية الى قطر، رغم ارتباط كليهما بعلاقات وثيقة جدا واتفاقيات عسكرية مع المملكة العربية السعودية، ذات القوة العسكرية التي ستقود اي حرب مفترضة ضد قطر؟.
بعيدا عن افتراض وجود (٢٥)الف جندي تركي وباكستاتي في مقدمة حشود عسكرية استعدادا للحرب، نعتقد ان وجود هذه القوات سيسهم في التهدئة، وان الهدف منه هو قطع الطريق على ايران لارسال قوات عسكرية الى الدوحة، وربما كانت هذه الخطوة بتوافق تركي باكستاني مع المملكة السعودية، وربما مع قطر أيضا، لحفظ ماء الوجه برفضها العروض الايرانية لارسال قوات عسكرية للدفاع عنها، في ظل ادراك عميق، لدى كافة الاطراف، بان تمكين الحرس الثوري الإيراني من ايجاد موطئء قدم له في دولة خليجية، سيكون مبررا كافيا لشن حرب على قطر، وستحظى بتاييد دولي واسع، وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وربما تسهم الخطوة التركية الباكستانية في عقلنة سلوك القيادة القطرية في ادارة الازمة وتوفير بيئة مناسبة تسهم في دفع القيادة القطرية لتقديم تنازلات، خارج اطار التهديد بالاجتياح العسكري، والوصول مع خصومها الى حلول ترضي الجانبين .
وفي ظل التغييرات والتحولات المتسارعة تبقى هذه القراءة غير حاسمة، اذ ان حدوث تطور مفاجئ- وهو امر غير مستبعد- في ظل الاستهداف الكبير للمنطقة قد يغير كل السيناريوهات ويقلبها راسا على عقب، وتصبح السيناريوهات ذات الاوزان الصفرية هي الاكثر قربا من الواقع، خاصة وان ايران التي تبحث عن طوق نجاة عبر الازمة الخليجية، ولن يغيب عنها ان قوات تركية وباكستانية في قطر لن يكون في صالحها باية حال.

نيسان ـ نشر في 2017-06-13 الساعة 10:59


رأي: عمر الرداد كاتب وخبير أمني

الكلمات الأكثر بحثاً