تيما الشوملي.. جرأة تخلو من الإضافات والصبغات اللونية
نيسان ـ نشر في 2017-07-16 الساعة 19:28
هكذا، بعفوية كبيرة، ودون تكلف أو تصنع، وبلا إضافات أو صبغات لونية، نجحت تيما الشوملي في الولوج إلى قلوب الأردنيين، معلنة ولادة جيل من الفتيات الأردنيات المغامرات والقادرات على تسلق سلم النجومية والشهرة في عالم الدراما والتمثيل.
تيما، باتت بصمة فارقة في الساحة الفنية الأردنية، ومؤشر على جودة صناعة النجم المحلي، ذو التأثير المزدوج داخل حدود الفضاء الأردني والعربي، كعلامة تجارية غير قابلة للتقليد أو التزوير، بل علامة تثير غيرة المنافسين لتقليدها والسير على خطاها في التأليف والتمثيل والإنتاج والإخراج.
كفتاة جادة ومثابرة، خاضت سباق المسافات الطويلة والقفز فوق الحواجز، بلا تعب أو كلل. ودونما أن تعترف باليأس عقبة في طريق النجاح، استغلت الثورة الرقمية وسرعة الانتشار عبر التطبيقات الحديثة، لتدخل من أوسع الأبواب إلى قلوب محبي فنها، متسلحة بعشقها للتمثيل والتأليف، وإتقانها التعامل مع التفاصيل الصغيرة في شبكات التواصل الاجتماعي وتقنيات الإعلام الرقمي، كما لو أنها تحدق في عدسة كاميرا أثناء أدائها مشهداً تمثيلياً.
ولأن الظروف عاندتها قليلاً، فقد طأطأت رأسها قليلاً حتى تمضي العاصفة. فرغم نجاحها بتفوق في الثانوية العامة، لم تستطع الالتحاق بجامعة متخصصة بتدريس المجال الذي تهواه في التأليف والتمثيل والإخراج، فالتحقت بكلية إدارة الأعمال، وتخرجت بشهادة بكالوريوس في العلوم المالية والمصرفية.
في خضم انشغالها بتفاصيل المهارات الأساسية في عالم الفن والتمثيل، قررت نيل الماجستير في الفنون السينمائية، وبالفعل لم يمض إلا وقت قصير، حتى تخرجت بتفوق في تخصص 'إنتاج وكتابة' من معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية في العقبة، الذي تأسس بمبادرة مشتركة بين الملك عبدالله الثاني، والمخرج والسيناريست والمنتج السينمائي العالمي، ستيفن آلان سبيلبيرغ، الحائز على جائزة الأوسكار.
الفتاة الخارجة من بيئة تقليدية محافظة، والتي قررت في سرها ونجواها خوض غمار الشهرة، تمكنت من السباحة وحيدة، وواجهت الأمواج العاتية. وسرعان ما أخذتها إحدى الموجات إلى بوابة الهيئة الملكية للأفلام، وبثقة وشغف كبيرين، أخرجت من جعبتها بعض النصوص التي كانت تكتبها على استحياء، فنالت إعجاب وتقدير لجان التحكيم في الهيئة. وبالفعل، أنهت أول فيلم قصير من إنتاجها، لتطلق بذلك إشارة البدء على طريق الشهرة والنجاح.
ومن خلال التعاقد مع شركة 'خرابيش' للإنتاج الفني كانت البداية الفعلية. وبدأ الجمهور ينتظر جديد تيما، التي سرعان ما عززت من فرص نجاحها وتميزها في 2011، بإطلاقها النسخة الساخرة من البرنامج الكوميدي 'بث بياخه' الذي حقق انتشاراً واسعاً في موقع 'يوتيوب'، مما جعلها بحق، واحدة من أشهر نجمات البث الرقمي الجديد، بين أوساط وفئات الشباب، وهو ما منحها قوة دافعة لتنتزع في 2012 دور البطولة في العمل الفني المميز 'في ميل'.
ومن خلال الأداء الفني المبهر، والقدرة على التجديد والارتجال في قوالب الكوميديا الساخرة، استطاعت الاستمرار في إظهار براعتها الفنية عبر عدة أجزاء من سلسلة 'في ميل' مع النجم المتألق رجائي قواس وحتى عام 2016. وفي ظل الشهرة الجماهيرية الكبيرة التي حققتها عبر موقع 'يوتيوب' باتت صيداً ثميناً وطريدة مغرية لواحدة من أهم الفضائيات الأردنية 'رؤيا' التي استثمرت بذكاء نجاح وشهرة وجماهيرية تيما التي باتت وفي غضون فترة وجيزة ماركة أردنية عصية على التقليد، وفصلاً جديداً في قصة نجاح وتطور الدراما الأردنية، وصناعة النجم المحلي، القادر على المنافسة في الفضاء العربي.
ومن رحم المحلية المفرطة، تمددت شهرة تيما، وتجاوزت القالب الكوميدي الساخر، وأعطت نفسها بصمة درامية جادة، بمشاركتها مع نخبة من الفنانين العرب في مسلسل 'زين' الذي عرض عبر شاشة (إم بي سي). لكن صعودها درب النجومية العالمية لم يقف عند هذا الحد، فقد تم ترشيحها عبر أصوات الجمهور لنيل جائزة مهرجان تايكي في نسخة العام 2012، عن فئة أفضل ممثلة أردنية، وقد تأهلت للتصفيات النهائية.
وتقديراً لدورها البارز في تسليط الضوء على قضايا المرأة، من خلال أدائها الفني وما تؤلفه من نصوص، وما تنتجه من أفلام عبر شركتها الفنية الخاصة 'فلمزيون'، وكذلك من خلال ظهورها في عديد من البرامج، مثل 'دردشات' عبر فضائية الإمارات، و'نداء' عبر فضائية ديسكفري وعبر فضائية (سي إن إن) الناطقة بالعربية، تم دعوتها للمشاركة في قمة المرأة في نيويورك، لتكون بذلك أول سيدة من مواليد عام 1985، تنال شرف تمثيل المرأة الأردنية، في هذا الحدث الدولي الفارق، الذي يستضيف نساء قياديات من مختلف أنحاء العالم، بينهن ملكات وسيدات أعمال وسياسيات ونجمات عالميات في مجال الفن والموسيقى والرياضة والثقافة والعلوم والطب.