اتصل بنا
 

كلام عن الاقصى والسفارة ومعارك والضرب تحت الحزام

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-07-25 الساعة 13:31

الأردن يتعرض لموجات سياسية عاصفة بسبب وضعه الإقليمي والداخلي، وتندلع معارك صوتية في الجفر التاريخي، وتضاف عملية السفارة الإسرائيلية المفاجئة لتزيد من الحرارة، والاستهداف التلمودي المتطرف للأقصى، ومؤتمر قممي هزيل وبلجنة القدس الملكية الهزيلة، والأقصى يظل محط انتهاكات ومقايضات ومقايسات، ومؤتمر الجفر المعارض ينعقد بخلفية صدور أحكام قاسية بحق عسكري.
نيسان ـ

لم يكن الاردن في الاسبوع الماضي او ما قبله بقليل بحاجة الى هزات عنيفة الا ان تجتاحه موجات سياسية عاصفة, مرتبطة اولا بوضعه الاقليمي المتوازن وعلى شاكلة الاعتداء على الاقصى، وبوضعه الداخلي المتذبذب، فتارة هو مستقر وتارة اخرى هو على حافة التوتر , الا ان تندلع معارك صوتية على شاكلة موقعة 'معارك' في الجفر التاريخي الذى كان يصعب الفرار منه في زمن الاعتقال وزمن التجيش بالخطاب .
وكان لا بد لمشهد العواصف السياسة، ان يكتمل بعملية السفارة الاسرائيلية المفاجئة الغامضة لتضاف الى طقسه الساخن جدا وعلى غير المعتاد ولنقف كلنا على رؤوس اصابعنا من شدة الحر ووقائع صادمة تجبرك على انتظار الاسوأ او بانتظار من يعيد لنا برودتنا المعتادة وهيبتنا التى غدر بها في غير مرة في وضح النهار.
في الاقصى اقدس المقدسات لم يفاجئنا الاستهداف التلمودي المتطرف فهو قديم جديد من قدم الاقدام على حرقه بايدي 'يهودي معتل عقلي ونفسي 'وفي زمن ما زالت الامة قابضة على غناها الروحي وسمعتها ووزنها فردت على محاولة الحرق التى كادت ان تصل الى الهدم وهى ما تزال تمني النفس بالوصول الى هذه المرحلة بمؤتمر قممي هزيل وبلجنة القدس الملكية الاكثر هزلا تتقاذفها صراعات الملكيات لا الصراع مع من يدنس الاقصى ويمحي ملامحه العروبية الاسلامية ويحل محلها الهيكل المزعوم .
وما زال الاقصى حتى الساعة محط مفاوضات محط انتهاكات ومحط مقايضات والاسوأ انه غدا محط مقايسات بين سفاح سفك بدم بارد ابرياء في الاردن ليصدر ازمة طبقته السياسية ولينفس من احتقان حكومته فيما الاقصى مرة اخرى محط شهداء 'بلا ثمن 'ومحط تحريك دولاب العملية السياسة بين الفلسطينيين والاسرائليين وعلى حساب الحقوق المشروعة للفلسطنيين او محاولة يائسة لتشليح الاردن من دوره في الاقصى وبقية المقدسات الاسلامية والمسيحية ولصالح دولة اقليمية اخرى تعزز من فرص استعار واشتداد الصراع المذهبي برمته في المنطقة .
ولا يمكن فصل مؤتمر الجفر المعارض لاعرق واقدم العشائر الاردنية التى ظلت العامود الفقري للدولة الاردنية وعلى خلفية صدور احكام قاسية بحق احد عسكري قاعدة عسكرية اردنية تجاوز التعليمات والاوامر والاعراف فقتل امريكان واساء لشرف العسكرية الاردنية ومحاولة العشائر التى ينتمي اليها العسكري الاردني ان تحميه وترد له اعتباره واعتبارها ومكانتهة ومكانتها الا ان تنظم غضبة تحولت الى مؤتمر عام هز العصا في وجه الدولة الحاضنة والدولة الملاذ والدولة المدللة بشكل مؤذي ومستغرب فاستعرض القوة في طابعها العسكري واعاد الروح لاقطاب المعارضة السياسية واستقطب قوى من العشائرية الاردنية التى تعتقد ان الدولة ادارة ظهرها اوهمشتها .
ولا يغني ذلك ان نقول في الاستخلاص كلاما قد يبدو مختلفا عن الاستهلال اومع ما شهد الشارع الاردني من تقاطعات وتقاطرت وتشنجات في اثر السماح بمغادرة طاقم السفارة الاراضي الاردنية بما فيهم مدير الامن في السفارة المتورط شكليا بجريمة قتل مكتلمة الاركان شكليا ايضا اذا كان القاتل بعرفي، وعرف الكل كان ذكيا فنظف ارض المعركة من الشهود ومنهم الشاهد الرئيسي مواطن مدينتي مادبا الدكتور بشار الحمارنة تاركة الاجهزة الاردنية للقضاء الاردني ادانة الدبلوماسي الاسرائيلي على جريمته بطريقتها .
على كل، كان اسبوعا ساخنا تعرض فيه الاردن الى ضربات تحت الحزام كنت ميالا للاعتقاد انه كالعادة الحظ سيلعب مع الاردن لاخراجه من المأزق لكن تبين بعد عرض فيديو الجفر ان هناك عقلا مركزيا في الدولة يدير الازمات باللين وهدوء الاعصاب لا بصدم الرأس بالحائط ولا بترك المجال للرؤوس الحامية ان تذهب بالبلد الى المجهول بقدرته على الامساك باللحظة التاريخية لا تضيعها بفعل لعب صبيان السياسة .

نيسان ـ نشر في 2017-07-25 الساعة 13:31


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً