اتصل بنا
 

عندما يتحول كاتب أردني الى أكبر من مستثمر وأقل من عميل مزدوج

نيسان ـ نشر في 2015-06-13 الساعة 13:04

x
نيسان ـ

يكتبها محمد قبيلات

رغم حساسية المرحلة لقربها من لحظة الحقيقة، ما زال "الكاتب" المنخرط في الدفاع عن النظام السوري وجيشه وبراميله، يحاول تفسير الأحداث لصالح ما يريد، ووفق توجهه واستثماره الحالي.

كل بوصلة لا تشير إلى استثماراته مشبوهة. نحن أمام استثمارات وعطاءات سرية تجمع التناقضات وتزاوج بين الولاءات الحالية بالسابقة بالعميقة. هو يرى العالم متحركا تتبعه استثماراته، وما الحياة عنده إلا رقصة عمل بدأت بالحنجلات المحلية.

في كنف ابراهيم الأمين يتمتع الآن برتبة تضعه في موقع أكبر وأعلى من كاتب مقال يومي، بعد ان وصل الى هذه الرتبة من دون عناء التدرج الطبيعي الممل، وليس هذا بجديد عليه، فطالما قفز وشغل أكبر من شاغره، فكان على الدوام أكبر وأعلى من مناضل وأكبر وأعلى من مخبر، يرتقي بجدارة الى مصاف الجواسيس من فئة العملاء المزدوجين، ليس بين طرفين فقط، بل بين عدة أطراف، وعلى أكثر من محور. وكأنه ماسورة ذات ثقوب عدة.

أول خط خارجي "سرفس" عليه هذا الكاتب المغوار، مستخدما رخصته الوطنية، هو الخط الواصل بين الضاحية والرابية - شرق بيروت- حيث يقطن العماد ميشال عون، ثم فتح من هناك قناتين من الرابية الى طهران، وأخرى الى دمشق، حيث عمل على ضمان تدفق المعلومات الى هاتين العاصمتين ومنهما، وأثناء تنقله إليهما انطلاقا من بيروت، لم يتورع عن أن يفتح قناة أخرى بين طهران ودمشق، وهنا لا بد من التأكيد، أن كل واحدة من هذه القنوات، تنساب فيها المعلومات باتجاهين، فهو يغادر كما يصل محملا بالمعلومات والسرقات غير الأدبية والرسائل.

لا بد من التعريج على بداياته، فهو ما كان ليتعلم كتابة المقال اليومي لولا سهره وكده على كتابة التقارير، لذلك نلاحظ أن مقالاته الآن ما هي إلا عبارة عن تقارير أمنية تحريضية علنية.

في الحقيقة كان عمله في الصحافة كله من أجل التخلص من الكتابة بالعتمة، وهروبا من حصار وضيم - سري ومكتوم- بهدف الانطلاق الى فسيح الكون والشهرة، عبر هذه التقارير العلنية المفتوحة، فهو رجل يكره الظل ويكره أن يكون مغمورا.

أيضا من المهم للمتابع والمهتم أن يلاحظ قدرته على التسلخ، وهذه من المواهب التي حبته بها الآلهة، حيث سبق له أن انسلخ من جلود كثيرة، حيثما يقتضي استثماره، وما زال يستطيع فعل ذلك المرة تلو الأخرى.

على طريق عمان دمشق الدولي، وتحديدا عند درعا أو ما يسمى الآن بالجبهة الجنوبية، انسلخ من جلده الوطني، ولبس جلدا آخر، حيث راح يحرض ضد بلده وجيش بلده، علما أنه كان من المدّاحين للجيش وللأجهزة الأمنية، وكان عند بعضهم (ذهبياً)، وقبض كما لم يقبض أي من المأجورين، فقد أكرمه وأجزل العطاء.

عند التوجه بالسؤال لشخصية من الشخصيات المسؤولة المطلعة، عن نشاطات الرجل وكتاباته المريبة، في معرض المقارنة بما حصل لزكي بني رشيد من وراء تغريدة، أجاب المسؤول دون تحفظ: (هذا ليس له ثقل سياسي أو شعبي كما زكي بني ارشيد، وبالنسبة للمعلومات فهو كلما عاد من رحلاته الاستثمارية راح يسرد للشباب كل ما قيل له، وكل ما سمعه ورآه).

نيسان ـ نشر في 2015-06-13 الساعة 13:04

الكلمات الأكثر بحثاً