اتصل بنا
 

اوقفوا ذوبان ملح الارض

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-08-17 الساعة 12:07

المسيحيون في العالم العربي: بين صراعات المؤسسات الحكومية والنخب المعارضة والتهجير والانعزال، ومخاوف من انسحابهم من الحياة العامة وتدني مستوى تصويتهم في الانتخابات.
نيسان ـ

المسيحيون في العالم العربي ... هل هم حقيقة 'ملح الارض' ام هم وقود لصراعات مؤسسات الحكم مع نخبها المعارضة..
ولماذا وخلال العشرين سنة الماضية احسوا ان ثمة تيارا قويا سواء داخل مؤسسات الحكم العربي او داخل التيارات الشعبية ذات النزعة الشمولية او الاحادية, تدفع العرب المسيحيين دفعا لسلخ جلودهم والانعزال ثم التهجير..!!؟
ما جرى للمسيحيين في 'لبنان اولا' 'والعراق ثانيا'، في فترات الحكم الثلاث العربي والاحتلالي والايراني وفي سورية حاليا وفي مصر ''من زمان '، والمسيحيين في فلسطين والاراضي المحتلة اوضاع متشابهة باوضح الصور ولا مجال للدحض.
فدولة الاغتصاب والاقصائيين في عزة والممارسات الممنهجة او العشوائية تجاه المسيحيين في الدولة العربية المنكوبة ذاتيا والمنكوبة من الاخر ومن التيارات الشعبية الاقصائية تتشارك مع اعدائنا التاريخيين في' اهمية عزل المسيحيين وتهجيرهم وافراغ الارض منهم لان ملحهم نضب او ذاب من كثرة الاخاديد التي اصابت الجسد'.
انا 'واعوذ بالله من الانا'.. لا اميل الى تسطيح الحالة ولا اوقد نيرانا في مرجل الصراع الطائفي في المنطقة لاني محكوم باجندة ذاتية ولا انظر للامر من زاوية عاطفية بحتة ولا اخشى على رقة المشاعر الوطنية والقومية من خدش بعض من محرماتها ولا يعنيني كثيرا ما سيجلب لي هذا المقال من وجع راس او يستجلب اعداء وهما كثيرا او ينعش ركوب موجة الوطنية والوحدوية وعلى حساب ملح الارض واصرارهم على قوميتهم
.وعروبتهم وانهم جزء من الثقافة العربية الاسلامية السمحة وجزء من حياة الاعتدال ..
لكن ثمة مخاوف 'تنط' في القسمات العربية هذه الايام واهمها واخطرها الانسحاب البطيء للمسيحيين من ميادين العمل العام بحيث ووفق مشاهدات قريبة تؤكد تدني مستوى تصويتهم في الانتخابات البلدية واللامركزية، ومادبا انموذجا وعدم نجاح اي مرشح مسيحي سواء في البلدية ومجلس المحافظة.
فملح الارض يذوب بشكل لافت وينسحب بشكل لافت ويختصر اهتماماته بالاثراء والمرح والفرح ولا يغدو جاذبا له اي رمزية من رمزيات الدولة الوطنية القومية، وضروري ان يكون في صلبها ودينامكاتها.
اوقفوا ذوبان ملح الارض اوقفوا انسحاب المسيحيين من سياقات الحياة اليومية لمنع توقف دورة الحياة على الارض فيصبح ملاذنا السماء .

نيسان ـ نشر في 2017-08-17 الساعة 12:07


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً