اتصل بنا
 

اسرار و تفاصيل زيارة حفيد الدولة العثمانية الى حفيد الثورة العربية الكبرى

نيسان ـ نشر في 2017-08-23 الساعة 09:57

x
نيسان ـ

لا تزيد زيارة حفيد الدولة العثمانية “الرئيس رجب طيب أردوغان” لعاهل الأردن “حفيد الثورة العربية الكبرى” على الاستعراض السياسي، وما ظهر تماما ان التوجّسات القديمة بين البلدين لا تزال حاضرة أكثر من أي شيء آخر، ليتمخض اللقاء الثنائي والزيارة التركية الفريدة لعمان عن بيان دبلوماسي عادي يؤكد المؤكد.
اتفاق على الوصاية الهاشمية للمقدسات في القدس، واجماع على ضرورة الضغط بورقة اللاجئين السوريين على المجتمع الدولي، افق اقتصادي للتعاون، وغيرها من الملفات العريضة التي تحتاج بين الجانبين بطبيعة الحال بحثا بالعمق وتفاصيل اكثر، اما انها لم تبحث أو لم يتم الاعلان عنها، ما لم يظهر مثلا ان عمان نزلت عن سلّم “التواجد الايراني” في الجنوب السوري.
الرئيس التركي أردوغان، كان قبل يومين قد عقد تفاهمات مع الجانب الايراني لها ان تخوّله في الحديث عن التواجد الملف المذكور، والذي هو بالنسبة للاردن اليوم صعود على شجرة، ليس من السهل النزول عنها، الامر الذي تتحقق في سياقه مخاوف رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم الكباريتي والتي اوصلها للقصر الملكي بضرورة فتح قناة ايران كون الايرانيين برأيه على الحدود الاردنية الشرقية والشمالية.
عوضا عن الاستعانة بالضيف التركي في الملف، كانت عمان اساسا قد بدأت ترتيبات مختلفة فيه، فوزير الداخلية غالب الزعبي اعلن عن جهوزية معبر طريبيل العراقي، والذي تفاصيله كانت تتشابك بصورة تشابه الى حد كبير ما يجري بالجنوب السوري، لا بل وان من تداعيات ملف طريبيل كان اعادة تطبيع العلاقات مع الايرانيين، وهو ما يمكن ان نراه في الايام القادمة على شكل عودة للسفير الاردني لطهران عبد الله ابو رمان بعدما امضى نحو عامين بعيدا عن مقرّ عمله بسبب حادثة السفارة السعودية.
عودة السفير المتوقعة، ستقلل ضمنا من تصعيد التصريحات بخصوص الجنوب السوري، خصوصا والاردن راقب العودة الاسرائيلية من الولايات المتحدة “بخفّي حنين” فيما يتعلق بأي ضمانة لغياب الايرانيين او حزب الله على الحدود الجنوبية السورية، ما يعني ان الاتفاقات بالخصوص لن تتم الا مع احد طرفين: الروس او النظام السوري وكلاهما يؤدي طريقهما لطهران.
مراقبة الجنوب، وزيارة اردوغان، دون عزلهما عن خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاخير أظهر لعمان امرين على الاقل، اولا ان الرئيس الاسد بات الاقرب للنصر وبالتالي كل الرهانات على زواله باطلة، وبالتالي التعامل مع حلفائه بات استحقاقا على الدولة، وثانيا ان الرئيس الاسد يضع لنفسه عدوّا واحدا في المرحلة المقبلة وهو الرئيس التركي اردوغان، ما يعني ان الاخير واتفاقاته البراغماتية مع الايرانيين اساسا غير صلبة ولن تكون ببساطة اصلب من العلاقة السورية الايرانية.
من هنا قرأت عمان جيدا المشهد، وابقت على الخيط الدبلوماسي، وهو ما يفسر عدم ذهابها ايضا في سياق تعاون اقتصادي ممأسس، رغم قدوم سلسلة من الوزراء الاتراك الذين كان من الممكن لهم ان يبدؤوا عمليا مجلس تعاون اقتصادي نوعي وهو ما كان يريده الاتراك بالفعل، اما عمان فقررت عدم التضحية بحلفائها التاريخيين في الخليج العربي، رغم استعراضها امامهم بالزيارة التركية.
بكل الاحوال، فُتح باب عمان امام الرئيس التركي حصل ولكن بدبلوماسية محسوبة ورسائل واضحة، بدأت منذ وصول الرئيس التركي للمطار واستقباله من قبل وزير الدولة للشؤون القانونية بشر الخصاونة، بينما كان يجتمع عاهل الاردن بوزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس، ولم تنتهي بالبيانات العمومية والكلمات القليلة للرئيسين. عمان ارسلت رسالتها بأن البوابة التركية بالنسبة لها لا تفتح اي افق حقيقي ونقاط الالتقاء لا تتعدى الملفات الدولية المتعلقة بدعم الارهاب واللاجئين ودعم القضية الفلسطينية، وانقرة بالمقابل التقطت الرسالة جيدا.رأي اليوم

نيسان ـ نشر في 2017-08-23 الساعة 09:57

الكلمات الأكثر بحثاً