عن صبية المدن مادبا وعن انسانها!

لم يكن بيننا الشيطان ..كانت مادبا صبية المدن والانسان وخمسة من رجالها يحومون في الحارات والاحياء. كنا اولا اثنان, انا والدكتور فواز المصاروة فصرنا ثلاثة بحضور الدكتور رياض اليعقوب فصرنا اربعة بتشريف الزميل طالب الخضور من مليح 'الماركسية ' كما يطلقون عليها, وكانت مادبا الحزبية المثقفة 'خامسنا'خالية من الشوائب والموبقات التي يصر البعض أن يلصقها بهذه الصبية الفاتنة شكلا وجوهرا وقوام.

والصبية هذه الايام كئيبة غارقة في الحزن لأنها, لم تعرف في تاريخها الحاضر والجلي .. أنها صنفت الناس وهددت الناس! واجبرت الناس على الاصطفاف, طائفيا واقليميا وعشائريا وحاراتيا وحتى حزبيا فيما كانت في اقرب العهود والمساءات اردنية في الصميم والضمير والاشواق ولن تتزحزح عن اردنيتها مهما زندق الشيوخ الجدد والكهنة الجدد.!

كنا خمسة من ابناء المدينة التى نحب ونعشق ونفتدي ولم يكن بيننا شيطان التجزئة والفرقة ولم يكن بينا من يلوح بالفرقة بل كنا كلنا نلوح بالحب والانتماء لوطن وانسان وطن وانسان يجهد عقله لتنقية تاريخ وتراث لمواجهة الاصنام !

كنا في مادبا 'العروس' التى يتزاحم عليها المسلمون والمسيحيون كي تظل انقى البلدان واذا بنا نكتشف ان في الخفاء من هم اخطر من الدواعش والنصرة والشيطان !

كنا اثنان ..صرنا خمسة ولم يكن بيننا شيطان بل حب وغرام بالوطن الى ان يقضي الله امرا لم يكن في الحسبان !! كنا كلنا مادبا ..لا اسلام ولا مسيحية بل انسان !