تضافر الجھود العربیة یلغي المؤتمر الآفرو – إسرائیلي في توغو
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-09-14 الساعة 17:34
رزان زعيتر: المناضلة الفلسطينية التي تحصد النصر تلو النصر في المحافل الدولية
أسعد العزوني
واصلوا الطرق على الخزان ..عبارة قالھا الشھید الفلسطیني الأدیب غسان كنفاني في روایتھ 'رجال تحت الشمس'،التي تحدثت عن رحلة بعض الفلسطینیین إلى الكویت عبر الصحراء في صھاریج المیاه الفارغة في عز الصیف في خمسینیات وستینات القرن المنصرم. والیوم تجسد المناضلة رزان زعیتر التي تسیر على خطاه ھذه المقولة ،وتحصد النصر تلو النصر في المحافل الدولیة، التي كانت إلى حد بعید حكرا على العدو الصھیوني ، بسبب إنعدام الرغبة الرسمیة العربیة في المواجھة مع ھذا الكیان المسخ الذي تمدد فینا كالسرطان برغبتنا . ولأن دوام الحال من المحال فقد شھدنا مؤخرا تضافرا ممیزا في الجھود العربیة الرسمیة ومؤسسات المجتمع المدني العربیة والعالمیة ،نجم عنھ إلغاء مؤتمر توغو الآفرو-لإسرائیلي . تبھرنا السیدة رزان وھي تصر على مواصلة قرع الخزان ،وفرحتنا كبیرة لأنھا نسجت غزلا متینا یعینھا على التحرك في الساحات الدولیة ،من خلال منظمتھا غیر الربحیة 'العربیة لحمایة الطبیعة'ومقرھا الأردن وتعمل من أجل إزدھار الأردن بتخضیره
وإزدھار فلسطین بمقارعة الإحتلال الصھیوني ، من خلال شعارھا 'تقلعون شجرة نزرع عشرا' ،وقد زرعت حتى الیوم زھاء 5.2ملیون شجرة في فلسطین على وجھ الخصوص،وثبتت بصمتھا في الأردن إنطلاقا من إیمانھا أنھا تعمل في الجانب الغربي من الأردن. تبذل السیدة زعیتر جھودھا المضنیة وتواصل الطرق على الخزان لیس من أجل الوصول إلى الكویت والعثور على فرصة عمل ھناك ،بل سعت جاھدة وحققت أملھا بتحقیق إختراق دولي عجزت عنھ الدول العربیة ذات الجیوش ووزارات الخارجیة والسفارات ،وأصبحت جزءا رئیسیا من التحالف العالمي الذي یقارع الإمبریالیة في كل مكان ،ووضعت نصب أعینھا لیس الھدف الفلسطیني فحسب وھو اولویة بطبیعة الحال ،بل تعمل أیضا لتحقیق ھدف عربي مكنھا من طرح قضیة الغذاء على طاولة الأقویاء الأغنیاء الذین یتحكمون بالصادرات ویرمون كمیات كبیرة من منتجاتھم في البحار حتى لا ینخفض السعر ویجد فقراء العالم شیئا یأكلونھ. بالأمس سطرت السیدة زعیتر وزوجھا اللبناني المناضل حسن الجعجع ، ملاحم الصمود والتصدي الحقیقیین في الساحة الإفریقیة التي كادت ان تكون نھبا للعدوالصھیوني ،الذي یتحرك في إفریقیا كیف یشاء وأین یشاء ونحن في سبات عمیق لاھون في خلافاتنا ،وقد حققا مع الشبكات الدولیة الحلیفة ،والعدید من الحكومات العربیة نصرا مؤزرا تمثل في إفشال عقد المؤتمر الآفرو-إسرائیلي في توغو في الثالث والعشرین من الشھر المقبل لتكریس الھیمنة الإسرائیلیة على القارة السوداء أو السمراء البكر لا فرق. كان ھذا المؤتمر یھدف لنیل الشرعیة الإسرائیلیة في إفریقیا، وعقد تحالف إستراتیجي مع مستدمرة إسرائیل الخزریة الصھیونیة الإرھابیة وتطبیع العلاقات بالكامل، والإتفاق على قیام الدول الإفریقیة بالتصویت لصالح إسرائیل في الأمم المتحدة ووعدتھم بمنحھم ملیار دولار في السنوات الأربع المقبلة من أجل النھوض بالقطاع الزراعي، وشاركت في الجھود المبذولة لإفشال مؤتمر توغو كل من الجامعة العربیة ولبنان الذي طلب من كافة بعثاتھ الدبلوماسیة في إفریقیا مقاطعة مؤتمر توغو، كما شارك في المؤتمر الجزائر والمغرب والسلطة الفلسطینیة التي تستجیب لمثل ھذه المطالب للمرة الأولى ،إضافة إلى المؤتمر الشعبي لفلسطینیي الخارج الذي ثبّت بصمتھ في الشتات دفاعا عن الحق الفلسطیني،ومؤسسات مجتمع مدني عربیة ودولیة . . تقول السیدة زعیتر أنھا نسقت مع المركز الآفرو-شرق أوسطي في جوھاسبیرغ ،للدعوة لتحرك جدي یفشل عقد مؤتمر توغو،وقد إستجاب لھا المسؤولون في ھذا المركز النشط وجمعوا الدبلوماسیین الأفارقة والمسؤولین الحكومیین وممثلین عن المجتمع المدني إفریقیا،في مؤتمر فعّال یوم الثلاثین من الشھر الماضي في العاصمة بریتوریا،تحدث فیھ ناشطون وأكادیمیون دولیون نادوا جمیعا بإعادة إتجاه البوصلة الإفریقیة بإتجاه فلسطین. وفي كلمتھا أكدت السیدة رزان على سبب رفض الفلسطینیین لمؤتمر توغو ،كاشفة الخبث الإسرائیلي ممثلا بإدعاء إسرائیل بدعم إفریقیا بمبلغ إجمالي قدره ملیار دولار للسنوات الأربع المقبلة لدعم القطاع الزراعي ، وھي التي تقتل الزراعة في فلسطین،وتعھدھا بتوفیر میاه الشرب لھم وھي التي تصادر المیاه الفلسطینیة وتقوم بتعطیش المواطن الفلسطیني،كما أنھا تعھدت بإزدھار إفریقیا وھي التي تنكل بالفلسطینیین وتھدم بیوتھم وتصادرھا ،وتعامل یھود الفلاشا كیھود من الدرجة الثالثة ،كما انھا تعامل الأفارقة الذین یلجأون إلیھا بقسوة وتطالبھم بالرحیل عنھا، وطالبت الحكومات والشعوب الإریقیة بالعمل للسیادة على مواردھم وخاصة الغذائیة بدلا من البحث عن الحلول من كیانات غاصبة كإسرائیل ،فیما تحدث السید حسن الجعجع عن جرائم إسرائیل في لبنان بدءا من العام 1969،حتى یومنا ھذا ،معیدا إلى الأھان رفض السلطات الإسرائیلیة للدم الذي تبرع بھ یھود الفلاشا الإثیوبیین وإلقائھ في القمامة. وقال النائب السابق في جنوب إفرقیا السید سیسا نجیكیلانا كیف للإارقة أن یثقوا بإسرائیل وھي تمارس كل ھذا الإجرام مع جیرانھا. تخطط مستدمرة إسرائیل كما أسلفنا للسیطرة والھیمنة الكاملة على إفریقیا لكسب أصوات الدولیة الإفریقیة في الأمم المتحدة ومنظماتھا الفرعیة، لتلافي الخلل الذي صدمھا في مواقف الیونسكو على سبیل المثال بخصوص الأقصى والخلیل ،كما انھا ترید إفریقیا ان تكون سوق سلاح رئیسیة لھا ،وتقایض الأفارقة بالألماس مقابل السلاح الذي یؤجج الحروب الأھلیة في إفریقیا،وتم الإتفاق مع الأفارقة على ضرورة التنسیق العربي -الفلسطیني –الإفریقي لوقف التغلغل الصھیوني في إفریقیا. بقي القول أن علینا كعرب مواصلة التنسیق العربي-العربي اولا ،ونسج علاقات قویة مع منظمات المجتمع المدني العالمیة خاصة وأن ھناك المئات منھا یقفون مع الحقوق العربیة وفي مقدمتھا حقوق الشعب الفلسطیني ،ویناھضون مستدمرة إسرائیل الخزریة الإرھابیة ویقفون في وجھھا في المحافل الدولیة لتحقیق أھدافنا المرجوة ،ولنا في إلغاء مؤتمر توغو أكبر مثال.
نيسان ـ نشر في 2017-09-14 الساعة 17:34
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية