كارثة الخليج بين التصرفات الصبيانية وإبتزاز الدهاقنة
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-11-07 الساعة 10:24
...وأخيرا كشف الكاتب السعودي عدنان الخاشوقجي بالصوت والصورة عن أحد أسرار كارثة الخليج ،التي إنفجرت مع بدء الحديث عن الحل الماسوني للقضية الفلسطينية المسمى 'صفقة القرن' ،الذي يؤيده أبناء مردخاي-سلول ،وإستضافوا رجل الأعمال الأمريكي/الرئيس ترامب ،وحشدوا لهم ما إستطاعوا لإستلام الرسالة ،لكن دولة قطر الصغيرة قلبت الطاولة فوق اللاعبين وعطلت المشروع ،فلم يتم غزو قطاع غزة مع ان الطائرات الإماراتية وصلت المطارات الإسرائيلية ،وكان عقاب قطر بالحصار تمهيدا للغزو لكن الله سلّم..ووجد قادة دول الحصار أنفسهم أنهم تورطوا من خلال تصرفات صبيانية ووقعوا في فخ إبتزازت الدهاقنة وما أكثرهم .
أول من يدرجون على رأس قائمة المبتزين هم قادة البحرين ومصر إقليميا ،أما المبتزون دوليا فحدث ولا حرج ،وفي رأس القائمة الرئيس ترامب الذي يتقن مهنة الحلب أصلا ،وكانت أولى غزواته في الرياض صرة نقدية فيها 460 مليار دولار ،ناهيك عن الهدايا التي لم تتسع لها طائرته لضخامتها ،فلحقته في سفن تمخر في عرض البحر ،ولن نغفل هنا ما حصلت عليه زوجة الرئيس ترامب ميلانيا لتمويل جمعيتها الخيرية وقيمته 100 مليون دولار ،أما الساحرة إيفانكا إبنة الرئيس ترامب التي سحرت قلوب مضيفيها ،فإن الله وحده يعلم كم تسرّب إليها من النقد السائب ،ما أغرى زوجها اليهودي كوشنيرمستشار صهره ترامب ،بزيارة السعودية قبل أيام بهدف 'التباحث 'حول حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كما هو معلن ،لكن المخفي هو الحلب لأنه رجل أعمال متعثر.
لقد قصّر الكاتب السعودي الخاشوقجي على البعض مدة التفكر والتفكير في كارثة الخليج ،بقوله على شاشات التلفاز بعد الإعلان عن منعه من الكتابة في صحيفة الحياة السعودية التابعة للنظام والتي تصدر في لندن ،أن حل أزمة الخليج مرهون بزيارة أمير دولة قطرالشيخ تميم إلى القاهرة ،محملا بما نسميها نحن الشوام 'طلّة' أو عيدية للسيسي عبارة عن شيك بقيمة أربعة مليارات دولار.
أما جوقة الحكم في البحرين فقد تبرعت بكشف نفسها بنفسها ،ولم تلجأ لأسلوب جوقة الرياض التي وظّفت الكاتب الخاشوقجي ،بل شنت هجوما غير مسبوق إختلط فيه الرسمي مع الخاص ،حتى ان أمين عام مجلس التعاون الخليجي الصورة الزياني قد هاجم قطر ،كما أن ملك البحرين هو الآخر شن هجوما عنيفا على قطر تبعه وزير خارجيته ،وطالبوا بطرد قطر من مجلس التعاون الخليجي ،وهددوا بعدم حضور قمة الكويت الخليجية في حال شاركت فيها قطر ،وقالوا بالنص أنهممنوع على قطر المشاركة في إجتماعات الخير.
ومن فورهم كشفوا بأنفسهم عن سر هجومهم الشنيع على دولة قطر ،بأن طالبوا السعوديةوالكويت والإمارات بتقديم الدعم المالي لهم لتجنيبهم الإنهيار ،مع انهم لو لم ينجرفوا بهذه الصورة السفلية والظهور بمظهر المتسول الوقح ،لكفتهم دولة قطر سوء العاقبة ولحفظت ماء وجوههم ،ولكن البعض يتقن فن تسويد وجهه بنفسه ،ولا أسف عليه.
لا عتب على البحرين فلا الحجم يسمح لها بالتأثير ولا الدور يليق بها ،فهي جزيرة صغيرة تابعة للسعودية وتعتاش من خدماتها المتعددة ،وإنتعش إقتصادها بعد الجسر السعودي الذي كان يشهد مارة كثيرون مساء الخميس من السعودية بإتجاه البحرين والعكس مساء الجمعة ،وأخيرا أعلنت موقها التطبيعي القذر مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،إلى درجة التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
أما العتب فهو على إبن اليهودية المغربية مليكا من مدينة أصيلة الذي إغتصب الحكم في المحروسة مصر ،وتبين أنه كان مهيئا لمثل هذا اليوم بعد أن طلب منه الأمريكان عدم المغادرة مع الضباط المصريين، الذين أسقط صاروخ امريكي طائرتهم في عرض البحر، بعد أن اتموا دورة تدريبية في امريكا وتبين انهم معارضون للرئيس المخلوع مبارك.
هكذا إذا تتضح الصورة من الألف إلى الياء في ملف كارثة الخليج أنها نتاج تصرفات صبيانية وإبتزاز دهاقنة لم يحسن الطرفان خلالها تقدير عاقبة الأمور ،فرأينا الأحداث تلد احداثا ،وما تزال الدائرة تتسع لنشهد إنهيارا لدى الصبيانيين والمبتزين على حد سواء ،فيما نرى واقعا غير متخيل بالنسبة لقادة دول الحصار في قطر ،تمثل في صمودهم وإتقانهم إدارة الإزمة وإلاتفاف الشعب حول قيادته ،وإقتناع العالم برواية قطر.
نيسان ـ نشر في 2017-11-07 الساعة 10:24
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية