مملكة خيبر تزول..قطر تنتصر
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-11-20 الساعة 09:57
لو بقي 'النزاع'ثنائيا بين دولة قطر ومملكة خيبر في بلاد الحرمين الشريفين،لما إنحزت لا لقطر ولا لمملكة خيبر ،لأنني أعلم جيدا أنهما سيتصالحان يوما ببوس الخشم وتنتهي المشكلة ،وسيقتصر دوري كمراقب على إسداء النصيحة أن اعداء الأمة هم المستفيدون من شقاقاتنا ونزاعاتنا وثرواتنا المستباحة حد السفه،وقد حلب ترامب نصف تريليون دولار من مملكة خيبر الخزرية في بلادالحرمين الشريفين قبل أشهر،ناهيك عن الهدايا الثمينة التي لحقته بالباخرة لعدم إستيعابها بالطائرة ،وكذلك المنح والهدايا والنقوط وهدايا الإعجاب بنجلة ترامب إيفانكا زوجة اليهودي كوشنير.
عندما جاء الدب الداشر وليا للعهد وقبل إنقشاع الغمة إستبشرنا بعض الخير ،وكتبت عنه مادحا ،لكنه كشر عن أنيابه المسمومة وتحالف مع أبناء حكيم العرب وكريمهم الشيخ زايد في الإمارات والذين لم يسيروا على نهج الراحل والدهم ،كما تحالفوا مع إبن مليكا اليهودية التسي تسي الباحث عن الرز ،ومع حكام البحيرتين المتصهينين ،وشكلوا حلف الفجار الجديد ضد دولة قطر ،وإنبطحوا جميعا امام النتن ياهو كي يدوس على كرامتهم وينال منهم واحدا تلو الاخر ،ظنا منهم أن من يتحالف مع مستدمرة إسرائيلالخزرية الصهيوينة الإرهابية سيناله الخلود،دون علم منهم أن لا حليف للصهاينة تاريخيا ،ولا ننسى أن نبينا الكريم وقع معاهدة صلح مع يهود الجزيرة لكنهم حاولوا قتله بالسم عندما دعته يهودية إلى وليمة غداء قدمت له فيها كتفا تعلم أنه يحبه.
قد يقول قائل ان دولة قطر سبقت مملكة خيبر في بلاد الحرمين الشريفين في التطبيع مع الصهاينة ،وانا أقر بذلك ،لكن السؤال الملح :من الذي أجبر دولة قطر المرتبكة على مصيرها آنذاك بعد تعرضها لغزو من قبل مملكة خيبر على ذلك مع أننا لا نقره؟ وعموما فإن قطر حتى لو إرتكبت مثل هذا الجرم فإن تأثيرها آنذاك لم يكن بحجم تأثير مملكة خيبر في بلاد الحرمين الشريفين التي تهيمن على كافة الدول العربية والإسلامية من خلال شراء الذمم الذي تتقنه منذ تفجر النفط فيها،ولا ننسى أن قطر سجلت تراجعا كبيرا في هذا المجال ما أثار حفيظة مستدمرة إسرائيل.
ما قام حلف الفجار الذي تقوده وتموله مملكة خيبر وأبناء زايد مسلحين بجيش التسي تسي 'للإيجار' لغزو قطر ،مرعب وخطير وغير مسبوق في العلاقات الدولية ،إذ تكتلوا بكل حقدهم الأسود ونواياهم المكشوفة وكالوا لها ثلاث عشرة تهمة باطلة أهمها دعمها للإرهاب،وطلبوا منها كشفا لنواياهم السيئة إغلاق الجزيرة حتى لا تكون شاهدا على جرائمهم وحقدا على قطر لعجزهم عن تأسيس منابر إعلامية مؤثرة كالجزيرة رغم غناهم المادي الفاحش.
احسن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم في مقابلته مع تلفزيون قطر عندما كشف الطابق بشفافية تحسب له ،عندما قال أن الجميع شركاء في الجرم الذي يحاولون إلصاقه بقطر ،وان امريكا نفسها كانت الشريك الأكبر في كل ما جرى تنفيذه في المنطقة من مؤامرات ،كما ان مدير السي آي إيه السابق بصق في وجوههم عندما قال أن واشنطن هي التي اوعزت للدوحة إستيعاب كل من حماس الفلسطينية وطالبان الأفغانية.
نبذوا الحوار وتسلحوا بالتسي تسي الذي قام بتأجيرهم جيشه مقابل وعد بحفنة من الرز ،وجيّشوا ضد قطر ،وحاولوا جاهدين تشويه سمعتها دوليا ،لكنهم إرتدوا على أعقابهم خائبين ،وما جنوا إلا سواد الوجه وإرتد سحرهم الأسود عليهم ،وباتوا هدفا للمجتمع الدولي من جديد حماة وداعمين للإرهاب ،ولا ننسى قانون جاستا الذي سنه الكونغرس الأمريكي ضد مملكة خيبر فيبلاد الحرمين لمعاقبتها على جريمة البرجين عام 2001 مع انها بريئة من ذلك ،لأن من نفذها هو الموساد الإسرائيلي واليمين الأمريكي بهدف إضعاف أمريكا وتفككها ،ولكن جاستا جاء ليحلب مملكة خيبر لسفاهة قادتها .
حاولوا خنق دولة قطر وتجويع أهلها وغزوها وتغيير قيادتها والإتيان بقيادة تشبههم ،لكن رؤوسهم تكسرت على صخرة الصمود القطري الرسمي والشعبي ،ويقيني أن قطر بعد الحصار باتت أقوى وأشد صلابة واكثر لحمة وتماسكا منها قبل الحصار،وان وزنها وحجمها الدوليين تضاعفا مرات كثيرة ،في حين أن سمعة مكونات حلف الفجار تتآكل وباتت روائحهم تزكم الأنوف ،وكشفوا عن صهيونيتهم المقيتة ومدى حقدهم على دولة قطر التي إستغلت ثروتها، ووظفت عقلية قيادتها للتربع على مساحة مشرفة في المجتمعالدولي ،وليس الذنب ذنبها فدول الحصار الخليجية بمن فيهم جزيرة البحيرتين لا تقل غنى عن دولة قطر ،ولكنه الغباء المستفحل المغلف بالحقد الدفين الناجم عن العجز المطبق.
نجحت قطر بشهادة الجميع في التعامل مع الأزمة والحصار وأثبتت نجاعة دبلوماسية وأخلاقية عز نظيرها ،وفازت على الخصوم بالضربة القاضية وفي بداية الجولة الأولى،وقد لجأ الخصوم للنهش بالأعراض فيما ترفع القطريون عن ذلك ما أكسبهم حب وإحترام الجميع حتى ممن ينتمون إلى دول الحصار نفسها أعضاء حلف الفجار.
لم يكن ذلك صدفة ،بل جاء سلاحا لصالح دولة قطر ،فها هي الأوضاع في مملكة خيبر تزداد سوءا يوما بعد يوم ،وكذلك الحال في الإمارات التي شهدت نهضة كبيرة وتفوقت على الكثير من البلدان بتطورها ونهضتها ،ولكن الظلم يرتد إلى أهله وها هم يدفعون أثمان التهم الباطلة التي وجههوها لقطر،ولا ننسى واقع جزيرة البحيرتين التي غرقت في بحر الصهاينة .
لم يعد لمملكة خيبر في بلاد الحرمين الشريفين أي حليف، فها هي شمس الرئيس الأمريكي الماسوني ترامب تغرب،وبالتاكيد فإن شمس حكام مملكة خيبر أبناء مردخاي سلول ستغرب أيضا ، وهناك مواقف واضحة من مؤسسات أمريكية فاعلة مثل السي آي إيه والخارجية والبنتاغون مؤيدة لقطر ،كما أن مستدمرة إسرائيل نفسها تنظر لمملكة خيبر في الحجاز، نظرة ملؤها الإحتقار ويقولون علانية بعد مقابلة 'إيلاف'أن الخيبريين هم الذين سعوا للتقرب من مستدمرة إسرائيل،ولا يغيبن عن البال أن مستدمرة إسرائيل رفضت شن حرب على إيران مقابل مبالغ طائلة واعلنت انها لن تخوض حروبا الآخرين مهما كان الثمن ،كما أن النتن ياهو رفض توسل الدب الداشر بأن يتوصل إلى أي حل يرضي الفلسطينيين حتى يسرع في التطبيع مع مستدمرة إسرائيل .
لم يعد هناك حجازي أو عربي أو مسلم أو حر في العالم يأسف لما تتعرض إليه مملكة خيبر في الحجاز،فقد كشر أبناء مردخاي عن أنيابهم المسمومة ،وبدأ المتصهين المراهق مبس الملقب بالدب الداشر بتخريب المملكة وزج أبناء عمومته وكبار أثرياء البلاد في السجون، يعذبهم ويسيء إليهم ويبتزهم بأن ثمن حريتهم هو 70% من ثرواتهم .
وتتصرف مملكة خيبر في الخليج بمنطق الآمر الناهي ،وتهدد الكويت وسلطنة عمان اللتان رفضتا مجاراتها في ظلمها وعنجهيتها ضد دولة قطر ،وادركت قيادة البلدان أن الدور على بلديهما بعد قطر ،ولذلك تحالفا معا دعما لقطر وخسرت مملكة خيبر كثيرا .
أما في الوطن العربي فإن مملكة خيبر تتعامل مع حلفائها السابقين وفي مقدمتهم الأردن وسلطة اوسلو ولبنان واليمن بإزدراء واضح وقد حاصرت الأردن ماليا لإضعافه ،بعد أن تحالفت هي والإمارات مع مستدمرة إسرائيل لتنفيذ صفقة القرن التي ستشطب القضية الفلسطينية وتنهي الأردن معا ،مقابل ان تبقى هي وحدها في الحضن الإسرائيلي،وهي التي تقوم بتدمير اليمن إنتقاما من عدم حصولها على إمتياز بئر النفط اليمني المكتشف لخمسين عاما ،وها هي تعبث في لبنان وقامت بأبشع تصرف مع رئيس وزرائه الذي ينتمي أصلا للعائلة المالكة في مملكة خيبر بالنسب الذي لا يريدون إظهاره ،وقد ستروه بالإغداق على والده الراحل رفيق الحريري وحولوا إلى ملياردير وشيخ يحكم لبنان ممثلا عن السنة هناك.
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ،وأن الغراب مهما غاب فلن يحضر لأمه شيئا ...كما ورد في الأمثال ،وعليه فإن مملكة خيبر ستدفع ثمن جرائمها بحق أهل الحجاز اولا وأهل الخليج بعامة ، وبيعها القدس وفلسطين للصهاينة بوثيقة وقع عليها الأعور عبد العزيز عام 1916،وباركها وأكد عليها فيصل مع وايزمن عام 1919 ،منذ رسم خطوطها من قبل المتصهين البريطاني بيرسي كوكس وحتى يومنا هذا حيث جرائمها ضد أهل البلاد واهل قطر واهل الخليج وأهل فلسطين ولبنان واليمن وسوريا ،وسوف لن نبكي على إنهيارها القريب.
نيسان ـ نشر في 2017-11-20 الساعة 09:57
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية