اتصل بنا
 

من ركوب الرأس ..الى مناقرة الرؤوس الحاميه .. !

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-11-24 الساعة 21:15

نيسان ـ

الكل يريد ان يخرج البلد من ازمته الطاحنة قبل ان يفقد الكل عقله وبصيرته وايمانه بوحدة الاردن ارضا وكيانا ونسيجا اجتماعيا وبالاساس الايمان بالحياة والعمل لاسمراريته.
لم أخطىء قبل سنوات قليلة وعلى وقع قصة الانتخابات وقصة مقاطعتها والتجييش الذي حام حولها من الطرفين حين وصفت المشهد بركوب الرأس من جهة الاخوان ومن جهة مراكز صنع القرار احدهم يدفع بالدولة ان تكون قريبة من مزاجهم والدولة تريد ان تثبت انها صاحبة الولاية حتي على الشارع.
وتحول الامر من ركوب الرأس الى مناقرة الرؤوس الحامية طيلة اشهر عديدة .. ساهمت الحالة اياها التي سحبناها من واقعنا الاجتماعي وعلاقاته المعقدة واسقطناها على السياسي الراهن من زواية تبسط الامر والتخفيف من غلاء الاحتقان والتجييش والتحشيد لاننا في النهاية سنصل الى ما هو سائد وبشكل محزن وسيء وكارثي على البلد وعلى الناس وعلى المستقبل وعلى الامن الاجتماعي الذي كان مفخرة الاردنيين.
وانفلت الوضع ولا ادري .. هل كانت كل الاطراف تخطط الى الوصول الى هذه الحالة بمعني ان نفقد القدرة على الامساك باللحظة الحرجة ونبطل فتيل الانفجار .. كما حدث في احداث ريف درعا .. بطابعها المعيشي المطلبي فركبت اجهزة النظام السوري الامنية رأسها وكذلك المحتجين وانفتحت الحالة كما انفتحت طاقات للشياطين في العالم لتوقد النيران وتشعل الحرائق.
نحن في الاردن ما تزال الامساك باللحظة السياسية .. لحظة ادارة الازمه بذكاء ووطنية بيضاء متوفرة حتى حد معين ... تعيد الامور الى وضعها بعيدا عن نهج ركوب الرأس ومناقرة الروؤس الحامية .. تعيدنا الى الحوار .. وتعيدنا الى الاحساس والايمان ان لا ملاذ للاردنيين الا الاردن والا فالنوافذ مشرعة ليس للشياطين السياسة بل للسعادين تهريب السلاح والمأجورين والباحثين عن المجد الرباني بحرق البلد وحرق ناسه.
هناك ولا اقصد بلدا مجاورا فحسب من يتهيأ لتصدير ازماته والخروج من حالة الترنح الى السقوط وفي المقدمة اسرائيل اذا ظل نهج الرؤوس الحامية محرك الازمة في البلد.

نيسان ـ نشر في 2017-11-24 الساعة 21:15


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً