اتصل بنا
 

«ترامب» ضربنا بعرض الحائط ونحن ضربنا النسيان

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-12-15

نيسان ـ

واضح ان ترامب «رئيس الولايات المتحدة الامريكية» بقرارةاعتبار«القدس» عاصمة لاسرائيل لم يأخذ اعتبارا لاحد ولم يحترم احدا ولا اخذ خاطرا لاصدقائه ولالاعدائه ولالحلفائه الحميمين.

فقط هو نظر الى مصالحة الخاصة وفي.المقدمة رغبته.بالعودة الى البيت الابيض رئيسا لدورة ثانية، وكيف يرضي «اللوبيات» على كثرتها و تعدد انواعها وكيف يقدم صورة للناخب الامريكي انه ملتزم بما وعد به من« وعودات »انتخابية.
اضافة الى ان الرجل انقذ موقعه الرئاسي من تصفية مبكرة سيما وشعبتيه في تراجع لافت فاليمين الامريكي يتربص به والقوى المالية الاقتصادية تعتقد انه كبدها مليارات الدولارات فاجبرت على وضعه على.المقصلة تجهيزا للذبح
انها البراغماتية الامريكية بعينها تفقد صوابها او احدهم يفقدها صوابها فتغدو هوجاء ورعناء وتصبح اسيرة مصالحها ومصالحها فقط فتتوحش.
ونحن أغرقنا في رمال الاحتجاجات المتحركة التي شلتنا وكشفت كم نحن جبناء اولا وواهمين ثانيا ومرعوبين ثالثا وان قضايانا ما لها الانحن واخذا بالدارج العربي« ما حك جلدك الا ضفرك.»
كل الذي جرى عند الطرف الاخر« طبعا طرفنا »ضجيج في ضجيج لغاية الان ما زال محمولا لكن الخوف من ان تبرد الصدمة الترامبية ان ينتقل حالنا من الصدمة الى البرودة القاسية الى النسيان الحاد فيصبح الحال العربي كحال مررنا به كاحتلال بيروت عام ١٩٨٢ وسقوط بغداد واعدام صدام فاخذنا مجدنا في البكائيات والندب والتهديدات لكن سرعان ما ضربنا النسيان وقلنا هذه نعمة من رب السماء.
ليس معقولا ان يقدم شخص في منزله ترامب،على خطوة فدائية انتحارية يحرق فيها الاعداء والخلفاء والاصدقاء ،الا اذا كان مصابا بمس من جنون العظمة او انه دب فيه وباء الانتحار السياسي وكلتا الحالتين يستحيل الشفاء منها.
ومن الواضح الان ان قضية القدس الان ستؤول الى ما اصاب القضية الفلسطينية بعد حرب ١٩٦٧ واحتلال الضفة والقطاع ومهما اداريا وقانونيا للكيان الاسرائيلي ووصول مساعي الحل المبحوث عنة دوليا واقليمية الى حالة المحارب واللاسلام .
وها.هي قضية القدس في اسبوعيها الثاني وفي شكلها الجديد باعتبارها عاصمة اسرائيل بحسب قرار ترمب تدخل في دائرة اللاحرب.واللاسلم ويضربها النسيان ويضربنا.

نيسان ـ نشر في 2017-12-15


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً