لماذا نتّهم بالتسحيج حين نرفع علم بلادنا؟

في الأردن فقط , تُرفَع أعلامُ وصورُ كلّ رموز العالم السياسية والأيديولوجية في الساحات والمنابر , وعند رفع علم الأردن يُتهم حاملُه 'بالتسحيج ' وممالاة النظام الأردني !
في الأردن فقط , تعلِن الولاءاتُ العابرة للدولة انتماءاتِها العاطفية والأيديولوجية والسياسية بزهو وفوقية مدججة بخطبٍ أخلاقية دينية وقومية وأممية , وعند إعلان الولاء الأردني يُتهم صاحبه بخيانة القضية , وكل ولاء وسفارة صار لهما قضية !
___
في الأردن فقط تجد معجبين لأردوغان وبوتين ونصرالله والأسد وصدام وعبدالناصرو- بلا صغرة حتى لهتلر- وغيرهم وغيرهم , تجدهم يسرحون في صورهم ووجوهم , ويمرحون بخطاباتهم وأقوالهم العظيمة , و معجبو ملك الأردن مطالبون بالخجل من إعلان الاعجاب أو الحب لملك الوطن !
___
في الأردن فقط تجد الكاتبة المقاومة الممانعة تمارس بأريحية وترف جميلين العمل النقابي والسياسي والأدبي , وتظهر على الفضائيات التنويرية تهتف للأنظمة التقدمية , وتنظّر للحرية الفكرية , وتبشر بسقوط السلطات السياسية الرجعية المتخلفة كاتمة أنفاس الحرية , ثم ترجع إلى المملكة الرجعية سالمة غانمة . لا يتعثر بها لا حجر ولا بشر .
__
في الأردن فقط , عند النقد والهجوم اللاذع تشبُّ وتقبّ ' أردنيّة ' المثقف الوظيفي والمعارض السياسي والناشط الحقوقي ويحمو ولاؤه الوطني الداخلي , فينتقد ذو القلب العابرهذا ظواهرَالوطن السلبية بأعلى معايير الديمقراطية السياسية , وبأرقى متطلبات الحرية الشخصية . وبأدق مقاييس المحاسبة , ولسان حاله هل من مزيد ؟ ..و يشكل عليك , هل هذا نقد أم هجاء ؟!
__
الأردن وطني , قويّ ثقيلٌ لأنه ممتلِئ , ممتلئ وكل هذا عابر .....!