اتصل بنا
 

سوريا "ومعادلة افضل السيئين "هي الحل

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-12-27 الساعة 09:49

نيسان ـ

مؤتمرات المصالحات وهي تلتئم وتنفض ...هو في اعتبار دوائر سياسية دولية الطلقة الاخيرة في جسد الحل السياسي في سورية وهو ايضا 'رفع عتب 'لكون ما يسمى 'بالمعارضة السورية 'المراهن عليها من بعض القوى الفاعلة في العالم ومنها روسيا اصبحت عائقا امام الحل ,لا مؤسسات الدولة السورية وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة !

ومن زاوية , يعرفها الرفاق الروس وقبلهم حاضنو المؤتمر اي مؤتمر على شاكلة سوتشي او استنبول او الرياض ان 'المعارضة السورية' يضرب في عمقها التفتت المزمن وفي جسدها وهيكلها 'خوازيق 'صنتعها قوى اقليمية افقدتها حضورها في الداخل السوري؛ فغدت غير مقبولة اطلاقا ولكون تشتت الولاءات دمغتها الابرز وعلامتها الفارقة .
وهم قبل كل شيء عجزوا عن ابتداع مشروع سياسي انقاذي ومتكامل , بديلا عن المشروع الحالي للدولة السورية المنهكة وخصوصا, ان تطورات المسألة السورية بعد التدخل الروسي, غيرت من قواعد اللعبة السياسية وتواصل ضغط الاجماع الدولي على ضرورة الاسراع في الحل الميداني قبل ان يصبح الميدان رمالا متحركة تغرق الكل .!
اذن في مؤتمر جنيف او الرياض وغيرهم رغم كل محاولات تبيض الوجه اي وجه الحاضن اعتقد ..بتواضع انه اسقط اخر اوراق التوت وربما هو نزع اخر ورقة تفاوض بيد السعودية وقطر وامريكا فصنعت المعارضة السورية من نفسها عقبة، وفتحت المجال لعمل عسكري ميداني اقليمي للحل العام في سوريا , والا فيتنام وافغانستان اخرى للروس والامريكان والايرانيين والتحالف الدولي وانطلاق شرارات الحريق السوري للمحيط كله بسيناريو حريق اكبر لم يخرجه برنارد ليفي بعد من ادراجه .
ولهذا مؤتمر سوتشي وفقا لمراقبين هو حرف الانظار على عملية اعادة الامل وانتكاساتها المتتالية والتقاط الانفاس قبل التورط الاكبر وبالتالي صعوبة الخروج من الورطة الكبرى.!
وهكذا كان الامرفي الرياض ..ترسخ ايضا ,ان اسقاط الرئاسة السورية اصبح امرا مستحيلا ,ليس لسواد 'عيون الرئاسة 'بل لان مزيدا من الفوضى والدمار والدماء والتهجير وفي غياب البديل الذي اخفقت المعارضة والقوى المتورطة في المسألة السورية في صناعته، يعني تورطا اخلاقيا اوروبيا امريكيا روسيا دوليا بكلفة عالية فيما الشارع الاوروبي الامريكي الروسي لا يحتمل مزيدا من الجثث والغضب فانتصبت عند الكل معادلة افضل السيئين ولا اخطر واسواء السيئيين !
وهذا ..ما كان، وبذكاء منقطع النظير 'وبتفاصيل شيطانية 'ما رمت اليه السياسة السورية منذ اندلاع الازمة وتبلور وعي ان سورية الارض والشعب والحضارة والتاريخ والثقافة والمستقبل في عين العاصفة , فلا ملاذ اذن الا بصناعة وفرض معادلة افضل السيئين على الواقع الدولي والاقليمي !
وهو امتداد جيني للسياسة السورية في لبنان حينما انهزم الكل في هذه الساحة المحنونة انذاك بما فيهم اسرائيل وامريكا وانتصر افضل السيئين وكانت انذاك سورية باقرار عربي ودولي واممي فازالت دمشق بسياسة التسكينات والازالات والاجتثاثات ,وجع رأس مزمن اصاب راس العالم كله بالاوجاع !

نيسان ـ نشر في 2017-12-27 الساعة 09:49


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً