الأردن ...الطريق إلى الدوحة وطهران سالك
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-12-27 الساعة 18:35
بالأمس قال نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق د.مروان المعشر في ندوة بنقابة الصحفيين الأردنيين أن الأردن أضحى بدون حلفاء،وبعده صرح رئيس مجلس الأمة م.عاطف الطراونة أن من حق الأردن توسيع دائرة تحالفاته ،وقبل ذلك شهدنا حشدا عسكريا سعوديا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! على الحدود الأردنية ،وفي السياق هناك ملف مشبوه بدأت صفحاته السوداء تتكشف يوما بعد يوم، منذ قمم ترامب الأربع في الرياض في الصيف الماضي،وكانت المحصلة إستهداف الأردن الرسمي على وجه الخصوص ،وكذلك القضية الفلسطينية ،وفق ما يسمونه 'صفقة القرن'التي جاء بها الماسوني الإنجيلي ترامب وتعهد بتنفيذها بمقابل ،ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
قبل الغوص في التفاصيل لا بد من التأكيد على أن أحد أسباب الحصار لقطر ووضعها في خانة الأعداء الواجب شطبهم اليوم قبل الغد ،هو رفض الأمير تميم شطب القضية الفلسطينية ،وضياع القدس ،وللحرب على غزة ،وللكونفدرالية الأردنية الفلسطينية ،وإصراره على الحقوق الفلسطينية.
نعود إلى الأردن وبالتحديد الأردن الرسمي ممثلا بالقيادة الهاشمية التي لعبت دورا مهما في الإقليم بغض النظر إن كنا نتفق معه أو نختلف ،فهذه أمور سياسية خارج أيدينا ،لكن هذه القيادة أصبحت هدفا للبعض الذين ظهروا على الساحة كلاعبين جدد تتغشاهم الغشمنة ،وإندلقوا بصورة مستهجنة على مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،ونصبوا أنفسهم أبواقا رخيصة للفكر الصهيوني الذي فشل حتى اللحظة في إثبات الحق اليهودي في القدس وفلسطين.
صفقة القرن التي تعد خطة ماسونية لشطب القضية الفلسطينية والأردن الرسمي من خلال تسليم القدس للصهاينة أولا ،وخلق كونفدرالية أردنية فلسطينية تنضم لا حقا إلى مستدمرة إسرائيل تحت غطاء 'كونفدرالية الأراضي المقدسة '،وما لا يريد أحد الحديث عنه أن هناك خطة ماسونية أخرى يطلقون عليها 'خطة الشعاع الأزرق' تقضي بنزع القدس من الصهاينة والمدينة المنورة ومكة المكرمة من السعوديين ووضعها تحت السيطرة الدولية 'الماسونية 'تحت غطاء الدولة الروحية ،لأن الماسونية ترى نفسها أكبر من الأديان كلها وأكبر من إسرائيل.
رفض الأردن الرسمي الإسهام في حصار قطر لكنه قبل بخفض التمثيل الدبلوماسي ولنا في هذا الإجراء كلام ،لكنه حصل ،وتعرض الأردن إلى ضغوط لا تحتمل ،لكن 'عقلية 'جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين تعاملت مع الموضوع بطريقة تتماشى مع الحدث المستهجن ،ورأينا الغضبة الملكية عندما قال جلالته أنه لو عرض أحد علينا 100 مليار دولار مقابل كرامتنا فسنقول له إدحل .
حاصروا الأردن ماليا وهم يعرفون وضعه الإقتصادي ،والآن يحركون 'جيوشهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!'على الحدود الأردنية ليثبتوا انهم في غاية الغباء ،وكأنهم لا يعرفون عقيدة الجيش الجيش الأردني القتالية ،وربما نسوا أو تناسوا ما فعله الجيش الأردني من أجل إنقاذ عروشهم ،ومنها على سبيل المثال لا الحصر مواجهة ثورة جهيمان ،ووقف تداعيات الربيع العربي عليهم،وها هم الآن يحرضون الرئيس الأمريكي ترامب على الأردن الرسمي ،ويطلبون منه الضغط على الأردن للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس لتطويبها بإسمهم حتى يكونوا هم المسؤولون عنها ،وهذا ما نرفضه شعبا قبل القيادة ،وإن قبلوا هم لأسباب يعرفونها جيدا التنازل عن شرعيتهم فإننا لن نقبل التنازل عن شرعيتنا .
قبل أيام إتصل بي صديق ورجاني ان أكتب مقالا أقول فيه لجلالة الملك أن الشعب الأردني مستعد للصوم يوما بعد يوم دعما للشرعية ولمواجهة الحصار المالي ،وكانت إجابتي أن الشعب الأردني بكافة أصوله ومنابته لن يقبل التنازل عن الشرعية ،وأن عدونا واحد وإن وقعنا معه معاهدة ، والآن نقولها بكل الصراحة المعهودة أن كل من تحالف مع هذا العدو هو عدو لنا،وأزيد أن أبناء الحراثين والبوادي والمخيمات الجياع قادرون على صد أي عدوان على بلدهم بعيدا عن تدخل الجيش ،وسلاحهم ليس جوعهم فقط بل حبهم لقيادتهم وبلدهم ،وحفاظا على كرامتهم.
تكشفت الحقائق وذاب الثلج وبان المرج كما يقول المثل الدارج ،وتبين الصديق من العدو ،وآن الأوان للأردن الرسمي أن يشفي غليلنا ويتخذ الخطوات المناسبة للرد على الأعداء الجدد وفتح خطوط 'بنفسجية'مع كل من إيران وقطر،من منطلق أن عدو عدوي صديقي ،مع أن إيران وقطر أشقاؤنا بكل المقاييس القومية والدينية ،وقد إنتهى الوقت الذي نجامل فيه على حساب مصالحنا.
الطريق إلى طهران والدوحة سالك ويجب ان تكون الضربة ثقيلة وموجعة لمن أراد إمتحان صبرنا كأردنيين ،بأن يكون جلالة الملك على رأس وفد أردني رفيع ومتنوع لكل من طهران والدوحة ،ويستحسن أيضا أن نعيد سفيرنا إلى طهران ،ونعيد السفير القطري إلى مقر عمله في عمّان، وأن تجري المباحثات على بساط أحمدي ،وتنطلق من المصالح المتبادلة والإحترام المتبادل.
ما المانع من السماح للإيرانيين من زيارة الأردن ،وما الذي يمنع من تفعيل الإتفاقيات الثنائية الإقتصادية المجمدة بين الطرفين ،ولماذا نضغط على أنفسنا لتنفيذ أجندات غيرنا ،ونحن نرى التكالب على الأردن الرسمي من بعض الأشقاء قبل الأعداء؟
وما المانع أيضا من التضامن الحقيقي مع دولة قطر،ونحن نشترك معها في حصار ينفذه نفس المصدر الذي ضرب كل معاني الأخوة ،وإرتمى في أحضان الصهاينة ،ويسعى لشطبنا وشطب شرعيتنا الدينية؟
نيسان ـ نشر في 2017-12-27 الساعة 18:35
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية