عن الكتابة و السيرة والحارات..عن مادبا والكتابة فيها و عنها
ماجد شاهين
أديب أردني
نيسان ـ نشر في 2018-01-02 الساعة 09:33
الكتابة حق ّ وواجب و ضرورة ، وبخاصة حين لا تتجاوز حدود المنطق والكياسة .. و النقد حق ّ حين لا يروح إلى الشتيمة أو النكران !
لا يجوز أن نعلن موقفا ً عدائيا ً لمجرّد أننا اختلفنا مع شخص في فكرة أو ملاحظة !
والتدوين حق ّ مشروع لكل القادرين المؤهلين ،
و بخاصة تدوين سيرة المكان والزمان ، وهنا ينبغي الانتباه إلى أن الكاتب أو المدوّن قد يجهل أمرا ً أو يغفل أو ينسى أو حتى يتجاهل .. هنا لا يجوز أن نحاكمه بشكل عدائيّ ، بل بالحجّة والسؤال والمنطق والتذكير والمراجعة !
الكتابة مهنة موجعة ،
و لكن لا يتحتم على الناس أن يتبادلوا الصراخ أو النقد اللاذع و بخاصة حين تكون الحكاية كلّها في البيت الواحد !
و من حق ّ الكاتب / المدوّن أن ( يجدّد ) يكرّر مجدّدا ً الكثير من القصص التي سبقه غيره إليها من دون انتهاك للنصوص المعروفة أو للكتابات التي سبقته .
فمنذ عشرات السنين كتبنا عن المدينة العتيقة و عن حرّاس المكان والذاكرة و الحجارة العتيقة وعن الأزقّة التي لنا و للناس ، و نفرح حين يعود واحد من المبدعين إلى تكرار الحكايات و بأسلوب آخر مغاير فيه قراءة جديدة للمكان أو للناس .
و يفرحنا أن مفردات كانت ' علامة مسجلة ' لنا ، يجري استخدامها في المهرجانات والندوات وحتى الكتابة اليومية وكتابة السيرة .
و حتى أسلوب الروي والسرد والتنقّل والتصوير ، بات كثير من الأصدقاء يتبعونه ويقلّدونه مع إضافات نفرح لها وبها .
نحن نكتب عن أماكننا ' العتيقة ' و عن ' مصاطب الذاكرة ' و عن ' حيطان التعب ' و عن ' حرّاس ' المكان والحارات والذاكرة .
كتبنا عن مطارح خبرناها و عرفنا ملامحها و سكنّا في جوانبها ولعبنا عندها و نعرف وجوه أهلها ولهجاتهم و أصوات ضحكهم و حزنهم .
تبادلنا معهم المرحبا والمحبة .
..
الناس و المدوّنون جزء أساس منهم ، شركاء في المكان والكلام و لا ينبغي أن يطيح أحدنا الآخر لمجرد زلّة أو سهو ٍ أو نسيان ٍ أو حتى تجاهل !
الكتابة لا يٌدافع ٌ عنها إلا ّ بكتابة توضّح و تناقش و تضيف و تصحّح !
سنبقى ، ننقش حروفنا ، عن مدن ِ و حجارة عتيقة و عن حنطة مُشتهاة ٍ و عن مصاطب البيوت و عن حيطان التعب والانتظار و حرّاس المكان والذاكرة !
نحرس المكان و نروي عنه .
و نستحضر العتيق و نسترجع أوراقه .
و لا نمنع أحدا ً من حقّه في التزويق والكتابة والرسم والتصوير و السرد .
..
المكان لكل الناس ،
والمفردة لمن يُبهجها .
والمهم أن الذين يكتبون عن المطر لا تنفع كتابتهم من دون أن يكونوا وقفوا تحته أو شمّوا رائحته .
والذين يكتبون عن طلعة المصدار و جبل المريخ و سقف السيل و طحين المؤن أو
عن حارة المنصور بمادبا و حارة ( أبو دقر ) أو مربعة أبي الزلف ، ينبغي أن يكونوا خبروا المكان و مرّوا عنده وسكنوا فيه أو عايشوه ... فقد تكون كتاباتهم مبهجة ولكنها ستكون أكثر إدهاشا ً و صدقا ً حين يكتبون من قلب التجربة بوصفهم أبناء المكان والذاكرة .
نيسان ـ نشر في 2018-01-02 الساعة 09:33
رأي: ماجد شاهين أديب أردني