إلغاء المعاهدات الإستسلامية الفردية لتوقيع الحل النهائي الجماعي
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-01-03 الساعة 16:03
تلوح في الأفق خديعة كبرى تتمثل في إلغاء المعاهدات والإتفاقات الإستسلامية
العربية الفردية ، مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،من
أجل توقيع الحل النهائي الذي تحمله مؤامرة صفقة القرن التي يرعاها حصريا البترو
دولار الجاهل الغشيم ،وتهدف إلى شطب الحقوق الفلسطينية والتنازل عن القدس
وشطب الأردن الرسمي ،وفتح الطريق أمام يهود للوصول إلى يثرب وخيبر
وحصولهم على تعويضات عن ممتلكات أجدادهم هناك منذ عهد النبي محمد صلى الله
عليه وسلم ،قدرت حسب صندوق تعويضات العرب اليهود ب 100 مليار دولار.
توقفت كثيرا عند تواتر الأنباء والتسريبات في الإقليم ،عن نية كل من القاهرة وعمّان
ورام الله على إنفراد ،فتح ملف معاهدتي كامب ديفيد ومعاهدة وادي عربة ،في حين
ان هناك تسريبات فلسطينية حول النية في إعادة دراسة إتفاقية أوسلو،ولعمري أن
هذا ما كانت الجماهير العربية وبالذات في مصر والأردن وفلسطين تطالب به
،وربما ليس صدفة أن المستدمرين اليهود الصهاينة هم أنفسهم بدأوا يلوحون بإلغاء
معاهدة وادي عربة مع الأردن الرسمي وإتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير
الفلسطينية.
ظاهرها ما نتحدث عنه يعد خيرا ومفرحا ويسعد القلب ويبهج النفوس أن نتحرر من
هذه المعاهدات التي كبّلتنا وأدخلتنا في نفق مذل مظلم، لكن باطن الأمور شر مطبق
ومطلق لأن هذه الخطوة تريد محو الخطأ لإحلال الخطيئة مكانه وشتان بين الخطأ
والخطيئة.
يشهد الإقليم إنهياره الثاني بظهور البترو دولار الجاهل والغشيم على الخط منحازا
إلى مستدمرة إسرائيل ،ومتحالفا مع الرئيس الإنجيلي الماسوني ترامب الذي أدرك
أنه في مهب الريح بسبب طريقة فوزه في الإنتخابات وسوء أدائه،فقرر الوقوف مع
الصهاينة نظير حمايته من السقوط وعدم قتله أو إجباره على الإستقالة.
لذلك إضطر وهو الذي إنتسب إلى الحزب الجمهوري ،ويفترض أنه من الألإثرياء ،
وليس بحاجة لدعم اللوبيات الصهيونية ،إضطر إلى الإرتماء في أحضان الصهاينة
الذين مرغوا أنفه في التراب ،وأجبروه على التصرف بغير طريقة أسلافه وخاصة
في موضوع الشرق الأوسط وقضية القدس،وأربك المجتمع الدولي والأمم المتحدة
بإعلانه ان القدس هي العاصمة الأبدية الموحدة لمستدمرة إسرائيل،لكنه أعلن تأجيل
نقل سفارته من تل البربيع ;تل أبيب ; إلى القدس إلى أجل غير مسمى.
ما نحن بصدد الحديث عنه ليس ردّة عن الإستسلام العربي ،بل هو توسيع لدائرة
الدبكة بعد ظهور اللاعبين الغشماء الجدد الذين تزنروا بالرئيس ترامب بعد أن نقدوه
نحو نصف تريليون دولار، نظير شطبهم من قائمة الإرهاب وتمويله ،والتعهد بأنهم
سيحسمون الموضوع الفلسطيني بالإصطفاف إلى جانب الصهاينة وشطب كل من
يعاديهم ،وهاهم يضغطون على الأردن الرسمي بحصاره ماليا كما حاصروا قطر
،والذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك الطلب من جلالة الملك عبد الله الثاني التنازل لهم
عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،تمهيدا لتنصيبهم
القطب العربي الإسلامي الأوحد المتحالف مع الصهاينة ،بعد القضاء على نظامي
الحكم في طهران وأنقرة .
مجمل القول أن البترودولار الغشيم حسم أمره بالتحالف مع الصهاينة بحجة الخوف
من إيران ;الشيعية; أن تجتاحه يوما ،وتركيا ;السنية ;أن تغطي عليه ،وها هو
ينوي تنفيذ صفقة القرن بجر دول منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 دولة للتوقيع
مع الصاينة والتطبيع معهم،وسينجو من الفخ كل من إيران وتركيا في حال حافظوا
على كياناتهم.
نيسان ـ نشر في 2018-01-03 الساعة 16:03
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية