قرار ضم الضفة الفلسطينية والقدس...بدعم عربي
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-01-06 الساعة 11:27
ما تقوم به مؤسسات مستدمرة إسرائيل الخزريةالصهيونية الإرهابية النووية منإجراءات وقرارت جائرة بحق الشعب الفلسطيني،ما كان ليحدث لولا ظهور البترودولار الغشيم والجاهل ممثلا بالسعودية التي تنتظر توليةولي العهد محمد بنسلمان الشاب المتهور ملكا على بلاد الحجاز ،وواضح أن ذلك لن يتم إلا بإظهارالتحالف السعودي-الإسرائيلي القديم إلى العلن ،وتعهد القيادة السعودية منذ مبادرة الملك فهد 'قمة فاس 1982'وإنتهاء بصفقة القرن 2017 ،مرورا بمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وفرضها على قمة بيروت العربية عام 2002 وتحفظ عليها الرئيس المقاوم السابق السيد إيميل لحود.وتعد مؤامرة صفقة القرن الأخطر في تاريخ المبادرات السعودية.
بدأت اللعبة عندما أجبر العرب على حضور مؤتمر مدريد أوائل تسعينيات القرن المنصرم تحت شعار 'الأرض مقابل السلام'،وتبين أن البعض كان جاهزا للتسليم ،وقد أحكموا المؤامرة على الشعب الفلسطيني وثورته ،وتم حشرهم في الزاوية وإجبارهم على القبول بتوقيع إتفاقيات اوسلو التي إعترفت بشرعية الكيان الصهيوني ولم تعط الشعب الفلسطيني حقوه ولو بالحد الأدنى.
بعد ذلك توجهت المؤامرة على الأردن واجبر على التوقيع على معاهدة وادي عربة بحجة أن الفلسطينيين وقعوا وسيلهفون الكعكة وحدهم ..وكل ذلك تم بعد إنحراف بوصلة مصر عندما وقع السادات معاهدة كامب ديفيد مع الصهاينة عام 1977 ،وتبين أن هذه المعاهدات والإتفاقيات لا تفضي إلى السلام بل تقود إلى الإستسلام وهذا ما يريده الصهاينة .
بعد شعار الأرض مقابل السلام تعنت الصهاينة وقالوا 'المياه مقابل السلام'والقدس مقابل السلام' و'المستوطنات مقابل السلام'،وهام هم حاليا يقولون أن 'يهودية الدولة مقابل السلام '،وقد حصلوا على كل شيء لكنهم لن يعطوا شيئا ،فالعلاقات معمصر ليست على ما يرام شعبيا ،وهم يهددون بإالغاء أوسلو وحتى وادي عربة ويهددون الأردن الرسمي.
عند مجيء الرئيس الإنجيلي-الماسوني ترامب إلى البيت اللأبيض رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية تحالف مع الحكم السعودي مقابل إنقاذهم من تهمة الإرهاب وتداعيات قانون 'جاستا 'الذي أقره الكونغرس الأمريكي لمعاقبة السعودية على دعمها للإرهاب وخاصة جريمة إنهيار البرجين وتبعاتها في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ،مع ان السعودية بريئة من هذا الذنب براءةالذئب من دم يوسف،لأن من خطط لها ونفذها هو الموساد الإسرائيلي واليمين الأمريكي المتطرف.
بعد أن إكتشف ترامب أن عجزه وفشله في الحكم وإقتراب الدائرة ان تغلق حوله بسبب مساعدة المخابرات الروسية له بالوصول إلى البيت الأبيض قرر التحالف مع قوة المكر والدهاء المتمثلة بمستدمرة إسرائيل ليضمن بقاءه في الحكم اطول مدة ،ومع الغباء المستفحل والسفه في السعودية ،لضمان الحصول على المليارات وإنعاش الإقتصاد الأمريكي ،وكانله ذلك إذ تعهد الصهاينة بدعمه سياسيا ،كما تعهد الحكم السعودي بتوفير الدعم المالي والسياسي له ،وضمان إنجاح صفقة القرن الماسونية ،وتم منحه نحو نصف تريليون دولار خلال زيارته الأخيرة للرياض ورسموا له لوحة تقول أن القرار الإسلامي والعربي يقبع في الرياض ،بمعنى ان الحل هو في الرياض،وذلك بعد أناحضروا له زعماء الخليج والعالم العربي والعالم الإسلامي ما عدا زعيمي إيران وتركيا.
بعد قمم الرياض حاصروا قطر التي رفض اميرها ما تضمنته صفقةالقرن من شطب للقضية الفلسطينية والتنازل عن القدس وشطب الأردن الرسمي من خلال الكنفدرالية الأردنية الفلسطينية والحرب على غزة والقضاء على حماس وحزب الله،كما حاصروا الأردن ماليا ،وها هم يضغطون على جلالة الملك عبيد الله الثاني للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة ،لتؤول إلى الحكم السعودي.
عودة إلى قرار الكنيست الأخير ،فهو ثمرة التنازلات العربية والإسلامية التي قادتها السعودية لتصفية القضية الفلسطينية ،وشطب كل القوى المعارضة ،وما يحدث في إيران من عبث سعودي إلا دلالة على ما نقول ،كما أن النار ستوجه لاحقا إلى تركيا حتى لا يبقى على الساحة سوى السعودية التي تتحالف مع إسرائيل لحكم المنطقة.
نيسان ـ نشر في 2018-01-06 الساعة 11:27
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية