"النار والغضب"..نهاية ترامب تقترب
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-01-07 الساعة 18:24
الضربات التي توجه لساكن البيت الأبيض الغشيم تتوالى لإزاحته بسبب ممارساته اللامسؤولة ،وفشله في الحكم وعدم مقدرته على الحفاظ على مصالح بلاده،وآخر هذه الضربات ،كتاب 'النار والغضب'لمؤلفه الأمريكي مايكل وولف ،الذي شغل ذات يوم كبير مستشاري ترامب نفسه .
جن جنون ترامب بعد تسريبات الصحفي اليهودي جوناثان ليمير عن بعض كنوز الكتاب الفضائحية التي تمس ترامب من رأسه حتى أخمص قدميه ،وتكشف فضائحه وأسراره التي أسر بها لبعض المقربين منه،وقد حاول منع نشر الكتاب في مخالفة قانونية ودستورية ،كون امريكا تدعي انها بلد الحرية والديمقراطية ،لكن الوولف أقدم على نشر كتابه الجمعة الماضية بعد أن كان مقررا نشره الثلاثاء المقبل.
لسنا في وارد عرض محتويات الكتاب او الترويج له ،لكن ما يهمنا منه وفيه هو تلك الأسرار الفاضحة التي رواها الكاتب ،الذي كان كاتم أسرار ترامب فيس البيت الأبيض وكبير ميستشاريه قبل أن ينهي خدماته كما فعل مع الكثيرين الذين إنفلبوا إلى اعداء له ومعاول هدم تقوض حكمه.
أصدق وصف خطر ببالي للفضائح التي تضمنها الكتاب وتم إستقاؤها من أكثر من 200 مقابلة اجراها الكاتب في البيت الأبيض مع شخصيات وازنة،أنها نار متفجرة وغضب ساطع سيدفع ترامب كرسيه ثمنا لها كإستحقاق مستحق وإن تاخر كثيرا ،او لنقل اكثر دقة ،أنه ما كان يجب ان يكون لو لم يدخل ترامب البيت الأبيض .
أولى شرارت الغضب وجمر النار في هذا الكتاب أن فريق ترامب الإنتخابي صدم وذعر كثيرا عند إعلان فوز ترامب ،وان زوجته ميلانيا كانت تجهش بالبكاء ليلة الفرز لعدم ثقتها بفوز زوجها وهي محقة بطبيعة الحال لأنه لا يستحق،وأن ترامب نفسه كان غاضبا من كبار النجوم الذين قاطعوا حفل تنصيبه لعدم قناعتهم به.
هذا الإستهلال الفضائحي يفتح ملف التزوير الروسي لنتائج الإنتخابات الأمريكية وفوز ترامب ،وعموما فإن هذه القضية مثار بحث وإهتمام وتحقيق القضاء الأمريكي الذي سيقول كلمته الفصل في الوقت المناسب.
ولا ازال اتذكر احد أهم وأقوى تصريحات ترامب يوم الإنتخابات إذ حذر الجمهوريين من إقدام الديمقراطيين على قرصنة إليكترونية لسرقة أصوات الجمهوريين وتحويلها لصندوق منافسته هيلاري ،وصدق من قال :كاد المريب أن يقول خذوني.
كما كشف الكتاب أيضا نية إبنة ترامب المتهودة إيفانكا التي تزوجت من اليهودي كوشنير مستشار والدها الحالي في البيت الأبيض ،عن الترشح للرئاسة الأمريكية وتصميمها على ان ان تكون هي أول إمرأة تقود امريكا وليست هيلاري،وإن دل هذا على شيء فإن اليهود يخططون لإستعمار البيت الأبيض بشخص يهودي هو كوشنير بطبيعة الحال ،وليس شخصا يبحث عن مصالحه الشخصية.
الكتاب الذي نحن بصدده مليء بالحقائق وليس بالأكاذيب والأضاليل كما يدعي ترامب الذي يعد رئيس الغفلة ،وهو جزء من الحملة المتصاعدة لقلع جذور ترامب من البيت الأبيض، وستكون له تبعاته داخل امريكا اولا ،ولدى شعوب المعنيين الذين وردت أسماؤهم في الكتاب بقوة امثال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
اللغم المتفجر الذي كشفه المؤلف هو أن ترامب أسر لبعض أصدقائه أنه وصهره اليهودي كوشنير، هندسا إنقلابا ناعما في السعودية ووضعها رجلهما محمد بن سلمان في القمة ،أي انه سيكون الملك المقبل للسعودية رغم أن عمره لا يتجاوز ال 33 عاما.
لا تذهلنا المعلومة أبدا فهذه قراءتنا للقصة الكاملة إذ أن السعودية عودتنا على ملك كهل تدار بإسمه البلاد ويتم تخريب بيوت العباد ليس في السعودية فقط بل في العالمين العربي والإسلامي ،والسؤال :ما الذي تغير خاليا وجاء بإبن سلمان المراهق إلى الواجهة والعائلة المالكة فيها من الرموزالمستحقين للملك؟
المؤشر الكبير على صحة معلومات الكتاب هو إندفاع محمد بن سلمان بإتجاه الحضن الصهيوني وتعهده بتنفيذ صفقة القرن، التي تشطب القضية الفلسطينية وتمنح القدس للصاينة وتشطب الأردن الرسمي من خلال فرض كوفدرالية أردنية –فلسطينية بعد إعلان يهودية الدولة في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية.
وما منح ترامب مئات المليارات من الدولارات خلال زيارته الأخيرة للرياض إلا مؤشرا فاضحا على الصفقة التي عقدها بن سلمان مع ترامب وبدد فيها الثروة السعودية وجعل مواطنيه يسفّون الرمل كما يقولون ،ناهيك عن التحشيد ضد إيران ووصول الأمر إلى العبث فيها لإسقاطها ،حتى يتسنى لمحمد بن سلمان أن يكون هو مرجعية العرب والمسلمين الوحيدة .
ولعل فضيحة اخرى من فضائح الكتاب بإمكانها أن تشعل الصحراء نارا وتفجر الغضب السعودي ومفادها أن محمد بن سلمان انفق 75 مليون دولار على ليلة لترفيه ترامب وعائلته عند وجودهم في الرياض وتضمنت رقصة السيف ،كما ان الرياض تعهدت لترامب بتمويل وجود عسكري جديد في السعودية ،وهم الذين يصارخون من قاعدة عسكرية تركية صغيرة في قطر ،أوجدوها هم انفسهم بحصارهم للشعب القطري وتهديد قطر بالغزو المسلح.
ومن تلك الفضائح المتفجرة في الكتاب ما ورد على لسان ترامب أن المستقبل القريب سيشهد أكبر إختراق في التاريخ للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية وهي ما يطلق عليها صفقة القرن.
بقي القول أن المسؤول الأمريكي السابق كشف المستور والمستخبي عن البعض ،ووضع الكرة في ملاعب المعنيين المتضررين فهل نرى تحركا بحجم الكوارث المقبلة ؟
نيسان ـ نشر في 2018-01-07 الساعة 18:24
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية