مراكز الضغط اليهودية ..أوكار إرهاب منظم
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-01-28 الساعة 11:14
يتحدثون عن الإرهاب ،ويسموننا به ،وهم يعرفون أكثر من غيرهم أنهم لم يحظوا بالأمن والأمان إلا في ظل العهد الإسلامي،وانهم لم يكونوا محترمين وكرامتهم مصانة إلا في المجتمعات العربية،وبذلك تنطبق عليهم مقولة 'رمتني بدائها وإنسلت'،فهذا حالهم أينما حلوا وفي أي مجتمع يعيشون ،لا يقبلون العيش بسلام ولا يتصالحون مع أحد ،مهووسون بمقولة انهم شعب الله المختار ،والله سبحانه وتعالى بريء منهم ومن جرائمهم ،فهو الرحمن الرحيم العادل الكريم .
أتحدث هنا على وجه الخصوص عن ما يسمونه مراكز الضغط اليهودي'الصهيوني'في الغرب وبالتحديد في أمريكا ،حيث تمارس هذه المراكز وأبرزها وأكثرها خطورة ،معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية 'MEMRI' ميمري،المختص بمراقبة وسائل الإعلام والمناهج والمساجد في منطقتنا ،وترجمة ما يتعلق بمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية إلى لغات العالم المختلفة وبالنكهة الإسرائيلية، لتحريض العالم علينا من خلال التضليل المقصود،وقد أسسه ثلاثة من إرهابيي الموساد المتقاعدين عام 1997 في واشنطن، وكنت من ضحاياه عام 2012 عندما تقدم بشكوى ضد وقايضني بالمساعدات الأمريكية ،دون ان يعلم أنه مارس إرهابا قذرا منظما.
ولا ننسى بطبيعة الحال مركز الضغط الأقدم في أمريكا وهو 'الإيباك'الذي نجح في رهن الموقف الأمريكي برمته وإصابته بالشلل لصالح مستدمرة إسرائيل ،ويمارس العبث بكل أشكاله في المؤسسات الأمريكية صانعة القرار، ويعمل على تدمير المجتمع الأمريكي من خلال تجنيد المسؤولين الأمريكيين لخدمة مستدمرة إسرائيل ،دون النظر لأمتهم ومجتمعهم وبلدهم ،وهذا ما جعل الصهيونية تهيمن على مراكز صنع القرار الأمريكية الأربعة الرئيسية وهي البيت الأبيض والكونغرس والإعلام وحي المال،وقد إنشق مجموعة من العقلاء اليهود عن الإيباك مؤخرا إحتجاجا على الدعم العمى لمستدمرة إسرائيل،وأسسوا مظلة لهم إسمها الشارع اليهودي'J STREET'،وشعارهم :أنقذوا إسرائيل من قادتها.
أبرز أوجه الإرهاب الذي تمارسه هذه الأوكار في المجتمع الغربي ،وبالتحديد الملموس في أمريكا هو الضغوط وتضييق الفرص حد الإنعدام أمام معارضي النفوذ الصهيوني،وكذلك إستغلال القدرات والإمكانيات الأمريكية لصالح مستدمرة إسرائيل حتى لو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية ،وتمتلك هذه المراكز حزمات من التهديد ضد المعارضين كالإبتزاز والرشا والفساد والإفساد والتزوير ،وبطبيعة الحال فإن كل هذه الجرائم تندرج ضمن لائحة الإرهاب المنظم.
لا يكل هؤلاء ولا يملون عن إرهاب الدول والمجتمعات الغربية لإخضاعهم وإستغلالهم والإنتقام منهم بسبب سوء المعاملة التي كانوا يتلقونها منهم بسبب فسادهم وإفسادهم ،ومن هذه الوسائل إختراع الكذبات مثل اللاسامية ،وإتهام كل من يخالفهم أو ينتقدهم بأنه لا سامي وأنه يستحق نزول غضبهم كمطر كانون عليه ،علما ان يهود بحر الخزر الصهاينة الحاليين ليسوا ساميين ،وهم ليسوا من نسل 'إسرائيل' يعقوب نبي الله،فهم قد تهودوا تحت ضغط ملكهم الخاقان في القرن السابع عشر ،ليس حبا في اليهودية ولكن هربا من الضغوط المسيحية والجزية الإسلامية.
ما يزال الغرب برمته يعاني من إرهابهم وجبروتهم وخاصة ما يتعلق بتهمة اللاسامية ،وقد عانى الفيلسوف الفرنسي المسلم الراحل روجيه غاردوي الأمرين منهم حيث طاردوه في المحاكم ،وهيمنوا على القرار الفرنسي وطوعوا القوانين لتنفيذ رغباتهم ،مع أنهم لا يقدرون جميلا لأحد ،ففرنسا على سبيل المثال وقفت معهم وهي التي أسهمت في نقل مستدمرة إسرائيل إلى الحالة النووية .
وبالعودة إلى مركز الضغط الإرهابي 'ميمري'الذي يطاردني حيث ظهرت إعلاميا ،ويترجم ما أقوله للغات العالمية من باب التحريض وإتهامي باللاسامية ،فإنه لا يتطرق لإرهابهم في فلسطين المحتلة القائم على القتل وسفك الدماء والكذب ،فهم حاليا يقومون بترويج حرب السكاكين في الغرب من خلال قتل الأطفال الفلسطينيين ورمي السكاكين إلى جانب جثثهم لتصويرهم والقول للغرب أن الفلسطينيين لا يرغبون بالسلام.
لا يتحدث هذا الإرهابي 'ميمري'عن هرطقات التلمود وخاصة تلمود بابل الذي يعد منبع الإرهاب الأسود في العالم ،لأنه يحرض على الجريمة والقتل ومن بين صور تحريضه :أرسل لجارك الأمراض ،ناهيك عن منع اليهودي من سرقة جاره اليهودي أوالزنى بجارته اليهودية،لكنه أباح له سرقة جاره غير اليهودي والزنى بإمراته .
كا ان هذه الميمري لا ينشر صور الإرهابيين في الكيان الصهيوني وما أكثرهم ولا يترجمتصريحات الحاخامات ، الذين قال احدهم ان العرب صراصير وحشرات يجب التخلص منهم بقتلهم،ولم يرسل للعالم صورة أطفال صهاينة طلبت منهم المؤسسة العسكرية الإرهابية في الكيان الصهيوني، أن يكتبوا رسائل الموت والقتل لحزب الله على الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت على لبنان إبان العدوان الصهيوني الفاشل على حزب الله صيف العام 2006.
مجمل القول أن مراكز الضغط الصهيونية هذه أو منابع الإرهاب لافرق ،تقومم برعاية وحماية إرهاب الدولة المنظمة في الكيان الصهيوني القائم على الظلم والغدر والقتل والتدمير والتخريب وشن الحرب على كل ما ينبض بالحياة في فلسطين ،ظنا منهم أن ذلك سيدوم لهم بإنضام 'أكياس نجاسة 'عرب ومسلمين لهم ،دون ان يعلموا ان الله لهم بالمرصاد.
نيسان ـ نشر في 2018-01-28 الساعة 11:14
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية