اتصل بنا
 

نحن والذئب والراعي وأهل القرية

نيسان ـ نشر في 2015-06-24 الساعة 04:06

x
نيسان ـ

لقمان اسكندر

لقد استنفذ الراعي تخيلاته جميعها، وما عاد بالامكان أن يقنع أهل القرية بروايته التي جاروه في تصديقها مرتين متتاليتين.

القصة وصلت الى عقدتها، وعلى الراعي منذ اليوم ان يواجه الذئب وحيدا دون "فزعات" أهل القرية خوفا على مصالح غنمهم.
في الاولى هرعوا نحو صراخه بان الذئب أكل غنمهم، ولكنهم عندما وصلوا الى المرعى لم يجدوا الذئب، بل وجدوا عبث الراعي بوقتهم وحياتهم دون أي مبرر.
في الثانية، ركضوا الى صراخ الراعي فَزِعين، قالوا لبعضهم البعض وهم يركضون نحوه: "من غير المعقول أن يعود الى ما كان منه في الاولى من كذب"، ولكنه كان يكذب. فعادوا الى القرية محملين بالغضب على الراعي الكذّاب.
اليوم .. في هذا اليوم تحديدا، كان الراعي تحت الشجرة يستلقي بهدوء وسكينة.. فالغنم هادئ والذئب بعيد.
ولكنه فجأة سيقفز من مكانه وهو يشاهد مطاردة الذئب لاغنامه.. "نطَّ" من مكانه فزعا .. بدأ يتلعثم في الكلام ".. هيه هيه .. أبعدْ .."
لم يتمكن من ابعاد الذئب عن الغنم .. فبدأ بالصراخ –في الثالثة – دون أن يهب أحد لنجدته .. كيف لا وقد قطع الراعي كل حبال الصدق بينه وبين أهله.
القصة هذه لا تشبه اي أفلام هندية تصنعها بأيدينا كل يوم.
وأرجوكم لا يجوز في أي حال من الأحوال إسقاطها على "العلاقات المتعاقبة بين الشعب والرسمي"... فنحن نصدقها دوما. ليس مرة .. ليس مرتين .. ليس ألف مرة .. نحن نصدقها دائما.
كما أن شخصيات القصة وتحديدا الشخصيات الثانوية فيها – أي الغنم - لا يمكن مطابقتها على الواقع. او القول بان المراد من لعب الاغنام للادوار الثانوية جدا في القصة هي احالتها على ثانويتنا نحن في الحياة.
فنحن على الاغلب لسنا غنم.
رمضان كريم.

نيسان ـ نشر في 2015-06-24 الساعة 04:06

الكلمات الأكثر بحثاً