اتصل بنا
 

لابد من الابتزاز وان خالفنا قيم الجوار

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-02-13 الساعة 10:05

نيسان ـ

مع اني ضد« الخاوات » الاتاوات بالمطلق لانها اصلا منافية للأخلاقيات ونقيضة لاستقرار المجتمع وسيادة القانون وضمان الحقوق المتساوية والعدل ، الا انها ما زالت دارجة ومعمول بها على نطاق واسع، فابتليت بها بعض المجتمعات الغارقة في البطالة والفقر والتخلف والغبن والافتقارللمساواة وعلى مستوى الافراد.
لكني وانا اطرق بابها نقاشا واضطرارا أرى بالضرورة وجوب العمل بها اي بانتهاج سياسة الابتزاز وباصول، بين الدول فاذا كانت احدى الدول كالاردن مثلا تؤمن حماية لحدود دول غنية مجاورة فاحشة الثراء وحدودها طويلة ونحمي شعبها واراضيها واجواءها ومياهها الاقليمية وحدودها البرية ، من كل حملة الافات ومنها افة المخدرات تهريبا، وترويجا والتهريب بكل اشكاله خصوصا تهريب الاطفال والاجساد البشرية والاسلحة وهجمات قطاع الطرق و الارهابيون ومنظماتهم واختراقها لمجتمعات الجوار بولاءات مغشوشة مأجورة او مدفوعة الثمن لزعماء القبائل وما الى ذلك.
هذا هو معنى الابتزاز في العلاقات بين الدول المجاورة، فحين يدير الجار الغني ظهرة للجار الفقير المديون الذي يرزح تحت ضغط مديونية هائلة كحالنا لا بد من الابتزاز وان خالفنا القيم ومواثيق الجيرة! !
فالمهمات الموكلة للاردن في حماية دول الجوار لها اكلاف مادية ومعنوية عالية حتى تتم على اكمل وجه من تدريب للقوى البشرية وتزويدها بتقنيات متطورة تجعلها تؤدي واجبها على اكمل وجه وفي ظل الازمة المالية المتفاقمة تقفز الى الى الواجهة الاردنية سياسية تلبية الاولويات على ما يعد من ثنائيات او في المرتبة الثانية من الاهتمام ومنها بالطبع حماية دول الجوار.
وبعيدا عن الاستحياء والخجل والالتزام الاعمى المطلق بمنظومة المبادئ أستذكر تجربة النظام المصري في حقبة تسعينيات القرن الماضي وايام حكم الرئيس مبارك واعتمادة على نهج الابتزاز بالاصطفاف مع « معسكر حفر الباطن» ضد العراق لقاء شطب مديونية مصر ، مكملا سياسة الابتزاز بابتزاز مؤسسات الاقراض الدولي الاوروبية و الامريكية والعربية والحكومات بادعاء ان نظامه «ايل لسقوط تحت ضربات التطرف» التى طالت عمليات الارهاب والاغتيال وزراء داخليته واوقافه ونجيب محفوظ ومؤسسات نظامة فتدفقت عليه اثرذلك الاموال وشطبت مديونية مصر انذاك التي زادت عن ٣٥ مليار ودشنت مشاريع للتوظيف منها منتجعات «شرم الشيخ »التي وظفت مئات من المتطرفين الذين كانوا يعملون تحت يافطة الارهاب «بالاجر»ليعملوا فيما بعد تحت يافطة السياحة وفي منتجعات الترفيهة مقابل مداخيل شهرية عالية تقيهم من شرورالفقروالعوز. وارتكاب جرائم زورا باسم الاسلام !

هكذا هو فهم« الابتزاز » وعند الحاجة لا بد منه وان كان نقيضا للقيم والاخلاق اذا كان هو ينجيني من حبل المشنقة والانتحار.!

نيسان ـ نشر في 2018-02-13 الساعة 10:05


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً