اتصل بنا
 

ذبحتونا: التربية تخطو بـــ "ثقة" نحو تدمير التوجيهي

نيسان ـ نشر في 2018-02-27 الساعة 12:22

x
نيسان ـ


وقالت الحملة في بيان لها اليوم وصل 'رؤيا'، ان التوجيهات الجديدة تضمنت خلو شهادة الثانوية العامة العلمي من الفيزياء والكيمياء والأحياء فأي شهادة 'علمية' تلك التي تخلو من المواد العلمية؟، مضيفة ان وزن المواد جميعها سيكون متساوياً، بغض النظر عن قيمة المادة وحجمها. أي أن علامة الحاسوب ستكون مساوية لعلامة الرياضيات والفيزياء.

ولفتت الحملة إلى أن هذا المخطط تم الإعلان عنه عبر مؤتمر 'التطوير التربوي' الذي عقد في آب من العام 2015 ، حيث نصت النقطتان 3،4 في محور التعليم والتعلم من بند 'تطوير الامتحانات والاختبارات' واللتين أقرهما مؤتمر التطوير التربوي وتم الإعلان عنها عبر الموقع الرسمي لوزارة التربية، هاتان النقطتان بعيدتان كل البعد عن أي تطوير ممكن للتعليم العام أو التعليم العالي، بل إن نتائجهما –إن تم إقرارهما- ستسهم في تراجع العملية التعليمية وخصخصة الجامعات الرسمية.

وكان وزير التربية الدكتور عمر الرزار قد أكد مؤخرا على أن مواد التوجيهي اعتباراً من العام القادم ستكون وفق الآتي: مواد اجبارية مشتركة وهي (اللغة العربية، اللغة الانجليزية، الثقافة الاسلامية، التاريخ ، والرياضيات)، فيما سيُتاح للطالب اختيار ثلاث مواد أخرى فقط ضمن الفرع الذي يدرسه من أصل خمس مواد؛ ففي الفرع العلمي مثلا يمكن للطالب أن يختار ثلاثة من بين (الحاسوب، الفيزياء، الكيمياء، الاحياء، وعلوم الارض) ليدرسها في التوجيهي 'على أن تحتسب علامة أعلى مادتين من الثلاثة في المعدل وينجح في المادة الثالثة'. وفي الفرع الأدبي سيختار الطالب أيضاً ثلاثة مواد من بين (اللغة العربية / تخصص، اللغة الفرنسية، التاريخ والجغرافيا) ليدرسها في التوجيهي 'على أن تحتسب علامة أعلى مادتين من الثلاثة في المعدل وينجح في المادة الثالثة'.

2_ لقد تم سابقاً 'تجربة' هذه الآلية في التوجيهي، حيث تم وضع مادة الفيزياء كمادة اختيارية للفترة من 1998-2000 أي لمدة ثلاث سنوات، وتم التراجع عن هذا القرار، بعد النتائج الكارثية التي ألحقها بسمعة التوجيهي الأردني، ومدخلات الجامعات الأردنية.

كما أنه خلال تلك الفترة، لم يتم الاعتراف بشهادة التوجيهي في عدة دول عربية وأجنبية كمصر والهند –على سبيل المثال-.

4_ أخطر ما في هذه التعديلات، أن وزن المواد جميعها سيكون متساوياً، بغض النظر عن قيمة المادة وحجمها. فوفقاً لهذه التعديلات، فإن مادة الحاسوب التي يتم تدريسها بثلاث حصص أسبوعياً ولمدة فصل دراسي واحد، سيكون مساوياً لوزن مادة الرياضيات التي يتم تدريسها بمعدل خمس حصص أسبوعياً ولفصلين دراسيين، أو الفيزياء التي يتم تدريسها بواقع ست حصص أسبوعياً. أي أن علامة الحاسوب ستكون مساوية لعلامة الرياضيات والفيزياء!!

هذا التعديل يدلل على أن من يضع هذه التعديلات إما يضعها عن عدم معرفة بالمطلق بما تحويه هذه المواد، أو أنه يعمل وفق منهجية محددة لتدمير العملية التعليمية.

وطالبت الحملة مجلس التعليم العالي، ووزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات بوقفة جدية أمام هذه التعديلات الخطيرة في امتحان التوجيهي التي سيكون لها الضرر الأكبر على جودة التعليم العالي. ففي الوقت الذي تعاني منه جامعاتنا من ضعف مدخلاتها نتيجة تراجع مستوى وتحصيل طلبة التوجيهي ونتيجة للأعداد الكبيرة لطلبة االموازي، يأتي هذا القرار الذي يجعل من طالب لم يدرس الفيزياء يحصل على مقعد في كلية الهندسة، والطالب الذي لم يدرس الأحياءء والكيمياء يتم قبوله في كلية الطب.

واشارت ذبحتونا أن القبول المباشر الذي كان مؤتمر التطوير التربوي قد أقره قبل عامين ونصف العام، هو الوسيلة الأسهل بالنسبة للحكومة كي تمرر رفع الرسوم الجامعية وتقوم بخصخصة الجامعات الرسمية، إضافة إلى ما يعنيه القبول المباشر من تكريس للفساد والواسطة والمحسوبية على حساب الكفاءة.

نيسان ـ نشر في 2018-02-27 الساعة 12:22

الكلمات الأكثر بحثاً