اتصل بنا
 

بني حسن من الدفاع عن النهج الى السعي لتغييره

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2018-03-01 الساعة 11:50

نيسان ـ

تستعد قبيلة بني حسن غدا لتنفيذ اعتصام جماهيري في محافظة الزرقاء الساعة الثانية ظهرا في ميدان الشهيد راشد الزيود في مدينة الشرق وفق بيان اعلن على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر صفحة 'احرار بني حسن' التي تظم نحو 30 الف متابع .
الاعتصام الذي دعي له من قبل نشطاء العشيرة حمل مطالب وطنية تشدد على ضرورة 'تغيير النهج' وحل البرلمان واقالة الحكومة والافراج عن المعتقلين في سابقة لافتة من قبل قبيلة اردنية صاغت مطالب وطنية عامة على النقيض من جميع المطالبات الدارجة وخصوصا من التعبيرات القبلية التي كانت على الدوام تطالب بتحسن حصتها السياسية والغنائمية من السلطة.
لفهم مسار هذا التحول لا بد من تسليط الضوء على تاريخية التحرك العشائري خصوصا عند بني حسن التي تعد اكبر العشائر الاردنية على الاطلاق والتي تتموضع جغرافيا في محافظات الزرقاء والمفرق وجرش واطراف عمان واربد.
يعود تاريخ قبيلة بني حسن الى عهد فتوحات ابراهيم باشا لشرق الاردن 1831 حيث ساهمت حملته تلك في تسليط الضوء على منطقة شرق الاردن لجهة اهميتها خصوصا لمسار الحج فكان قرار الدولة العثمانية ترميم الواقع الجغرافي والديموغرافي في شرق الاردن وكان نصيب بني حسن هو ترميم نحو 36 خربة في منطقة حوض الزرقاء والمفرق وهو ما ساهم في نقل السكان البدو من بني حسن من مسار الرعي الى مسار المزاوجة بين الرعي والزراعة وشبه الاستقرار.
لاحقا وبعد ثلاثة عقود من الزمان جردت الدولة العثمانية حملة ضد بني حسن وتحديدا في العام 1861 خصوصا في ظل التنازع مع القرى المستقرة في الشمال والبدو الرحل في الصحراء وهو ما ادى الى الحاق هزيمة قاسية في العشيرة لم تتعاف منها القبيلة الا مطلع القرن الماضي .
لم يكن لبني حسن دور واضح في الثورة العربية الكبرى 1916 وهذا يعود بتقدري الى الاثر الكبير الذي تركته الحملة العثمانية على بني حسن وخشية من ان الثورة تلك ربما تواجه الفشل.
بقي بني حسن في اطار الدولة الاردنية الحديثة على هامشها ولم ينخرط ابناء القبيلة في السلك العسكري او المدني الا متأخرا وهو ما جعل حصتهم من كعكة السلطة هامشيا حيث لم يتسلم اي من ابناء القبيلة اي موقع قيادي او وزاري الا بشكل هامشي .
كانت محطة هبة بني حسن في العام 1983 ضد حكومة مضر بدران علامة فارقة في تاريخ القبيلة والتي تم اقرار حصة ثابتة لها في الحكومات الاردنية المتعاقبة بتوزير احد ابنائها اضافة الى بعض المواقع القيادية .
ساهم ثقل بني حسن الديمغرافي والجغرافي في تمكين القبيلة من الحصول على حصة تعد الاكبر داخل البرلمان بلغت ذروتها 15 نائبا في البرلمان السادس عشر.
في ذات السياق شكل عقد التسعينيات من القرن الماضي علامة فارقة ايضا في تاريخ القبيلة اذ تم تأسيس الجامعة الهاشمة وجامعة ال البيت وجامعة الزرقاء الاهلية وجامعة فيلادلفيا وجامعة جرش وجلها تقع في الاطار الجغرافي للقبيلة وهو ما ساهم في احداث نقلة نوعية على مستوى التعليم داخل القبيلة ادى الى تغيير جذري في مزاج وتطلعات القبيلة وان كانت محصورة في المطالب الفئوية الضيقة .
جاء الربيع العربي على الاردن في العام 2011 وكان لبني حسن دور لافت في هذا الحراك لجهة الوقوف الى جوار النظام السياسي وشكلت محطة 20 ايار 2011 التي تم حشد نحو 50 الفا من ابناء القبيلة بحضور الملك عبد الله الثاني اعلان واضح لانحياز القبيلة لاستقرار النظام والدفاع عنه وجرى لاحقا منع فعالية في منطقة سلحوب بني حسن ومواجهة التيار السلفي وسط مدينة الزرقاء ومن ثم مواجهة مسيرة للاخوان المسلمين في المفرق وحرق مقرهم في المدينة.
رغم ان بني حسن قدموا كل هذا الاندفاع في مواجهة الربيع العربي الا ان التيار الذي قاد مسار العشيرة على اعتبار ما سيكون وان هذا الموقف سيعود على القبيلة بالمغانم الا ان مسار الاحداث خصوصا في بلدية الزرقاء التي خسرها اجماع القبيلة امام خصمهم وخصم النظام الدود جماعة الاخوان المسلمين وعجز النظام السياسي عن توفير المكاسب التي كانت في اطار المتوقع دفع ابناء القبيلة هذه المرة الى الاندفاع الى مسار الاشتباك مع النظام السياسي برؤية وطنية عامة سيكون شكل ومسار وقفة الغد علامة تؤشر الى مستقبل القبيلة والاردن عموما.

نيسان ـ نشر في 2018-03-01 الساعة 11:50


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً