اتصل بنا
 

شاب ظل في غيبوبة 10 سنوات.. واستفاق على أفظع عبارة من والدته

نيسان ـ نشر في 2025-06-18 الساعة 13:44

x
نيسان ـ في قصة تفوق الخيال العلمي، عاش الشاب جنوب أفريقي واحدة من أكثر التجارب الإنسانية قسوة وغرابة، بعد أن ظلّ محتجزاً في جسده طوال 12 عاماً، دون أن يدرك أحد أنه واعٍ بالكامل.
بدأت معاناة مارتن، ابن مدينة جوهانسبرغ، في سن الثانية عشرة عندما شُخّص خطأً بإصابته بالإنفلونزا، بينما كان في الحقيقة يعاني من التهاب السحايا الكريبتوكوكسي (عدوى فطرية خطيرة تصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي) والسل الدماغي.
وفي غضون أسابيع، فقد القدرة على النطق، والتواصل البصري، والحركة، ليدخل لاحقًا في حالة صنّفها الأطباء بـ"الغيبوبة الإنباتية الدائمة"، وهي حالة يفقد فيها الإنسان وعيه تماماً، مع بقاء وظائف جسده الحيوية مستمرة.

وكان التشخيص صادماً، "ابنكما لن يفيق أبداً"، هذا ما قيل لوالديه، رودني وجوان، اللذين لم يفقدا الأمل رغم الألم، وواصلا رعايته لسنوات طويلة دون أن يعرفا أنه، في سن الرابعة عشرة، بدأ يستعيد وعيه تدريجياً – لكنه لم يكن قادراً على إبلاغ أحد.
قال مارتن في مقابلة تلفزيونية: "كنت أشعر وكأنني أحاول الاستيقاظ من حلم لا أستطيع الخروج منه". وفي حوار مع موقع UNILAD، روى أنه في عيد ميلاده السادس عشر، سمع أحدهم يتحدث عن "شعر الذقن على وجهه"، ويتساءل إن كان يجب حلقه، ما أكد له أنه حاضر تماماً، لكنه أسير جسده.
بين سن 16 و19، عاد وعيه بالكامل، لكنه بقي عاجزاً عن الحركة والكلام، لا يملك سوى عينيه وسيلته الوحيدة لمراقبة العالم. وصف تلك المرحلة بقوله: "كنت أرى وأسمع وأفهم كل شيء، لكنني بلا أي قدرة أو تحكم. شعرت أنني غير موجود. كل قرار في حياتي يُتخذ بالنيابة عني".
في مركز الرعاية، قضى سنوات من العزلة، يشاهد تكراراً لا ينتهي لحلقات برنامج الأطفال "بارني"، الذي تحوّل إلى رمز للسأم والفراغ. وقد كتب لاحقاً: "كنت أصرخ داخلياً: 'أبي، أنا هنا!' لكن ذراعي لم تتحرك سوى بارتعاشة بالكاد تُرى. شعرت أنني سأنفجر من الغضب".

"أتمنى أن تموت"
وفي لحظة قاسية لا تُنسى، سمع والدته تهمس بمرارة: "أتمنى أن تموت". لم تكن تعلم أنه يسمعها. وفيما بعد، شرحت قائلة: "كنت في قاع اليأس، وكنت أبحث عن أي نوع من الراحة". وبالرغم من وقع الكلمات عليه، تفهّم مارتن دوافعها، قائلاً: "رأيت في نظراتها يأساً عميقاً.. لقد كانت ترى شبحاً لطفلها الذي أحبته يوماً".

وبعد سنوات من السكون، لاحظت إحدى المعالجات، تُدعى فيرنا فان دير والت، وجود استجابة في عيني مارتن، ما دفعها لإقناع العائلة بإجراء تقييم إدراكي له، وفي تلك اللحظة تغير كل شيء، وبدأت رحلة مارتن الحقيقية نحو العودة، وفقاً لما ورد في موقع "ميرور".
مع الوقت، بدأ مارتن يتعلم استخدام جهاز للتواصل يعتمد على حركة عينيه، ليستعيد شيئاً فشيئاً صوته، ومن ثم حياته. التحق بالجامعة، ودرس علوم الحاسوب، وبدأ يعمل كمطور مواقع. وتزوج من الأخصائية الاجتماعية "جوانا"، وأنجب منها طفلًا، قبل أن يدوّن قصته في كتاب مؤثر بعنوان "Ghost Boy" عام 2012، وثق فيه رحلة انتصاره على الصمت والعزلة واليأس.
قصة مارتن بيستريوس ليست فقط شهادة على صبر الإنسان، بل أيضاً دعوة لتقدير المعجزة الكامنة خلف كل نظرة، وكل نفس... حتى لو جاء من جسد لا يتحرك.

نيسان ـ نشر في 2025-06-18 الساعة 13:44

الكلمات الأكثر بحثاً