اتصل بنا
 

السباحة ضد الوجدان..ردّاً على موسى برهومة

نيسان ـ مصطفى توفيق أبو رمان ـ نشر في 2018-08-20 الساعة 18:35

x
نيسان ـ مصطفى توفيق أبو رمان
منذ البداية تمارس (صديقي) قمعاً غير ديمقرطيٍّ ولا موضوعيٍّ بجعل الذين ردّوا على بسام حدادين جميعهم في كفة واحدة واصفاً ردود الفعل على تفاوتها بـ(البغيضة والظالمة)، فأي ظلم أكبر من تجريد الناس من مشاعرهم، وتقزيمهم جميعهم عند نوايا بعض من ردّوا عليه، ممن قد يكونوا تمترسوا خلف البغض والكراهية.
ولكن دعني أسأل سؤالاً صادقاً محايداً: من أين يأتي البغض؟ من يدفع الناس نحو حواف التطرف وقيعان اليأس؟ من الذي يترك العناوين الكبرى القائمة (الآن): الفساد، الطغيان، إدارة الظهر للفلسطينيين يواجهون مصيرهم وضياعهم وحدهم، التوزيع غير العادل للثروات. يترك كل هذه العناوين الكفيل طرق باب واحد منها بتطيير رؤوس وتغيير موازين وتبريد أجواء الغضب والتوتر، ليقفز قفزة متهورة بلا قوانين فيزياء ولا كيمياء ولا أحياء، ويحاكم التاريخ، ويقلّب قبور أناس قضوا بخيرهم وشرّهم وانغلاقهم أو انفتاحهم. أناس، ربما، يكونوا اجتهدوا في ظروف بعينها، أو تجاوزا مدفوعين بأهداف محددة دون سواها. فهم بشر كما تتفضل حضرتك، وقد يخطئون وقد يصيبون (مالنا ومالهم).. هم ذهبوا بقدّهم وقديدهم. وما قد يجعل بعض الحيارى يستعيدون فكرهم هو الواقع القائم: الاستعمار التقليدي، ثم الاستعمار غير التقليدي، ثم ضياع فلسطين، ثم تعيين أنظمة جائرة خائنة فاسدة، لتبقى فلسطين ضائعة.
المراجعة الموضوعية تستدعي ممن يتبناها أن يتحلى برؤية شاملة موسوعية نزيهة توجّه النقد لمن هم من أبناء ملّته أو قوميته أو وطنه أو مدينته، قبل أن يطير بها نحو الأبعد عنه. فهل فعل حدادين ذلك؟ هل واجه الفكر الأوروبي الغربي (المسيحي) المتطرف وما أكثره؟ لا لم يفعل. فتخيّل كم تريدنا أن نكون متسامحين متفهمين، ونحن نراه يهاجم فكراً بعينه، وموروثاً واحداً من مواريث الإنسانية التي عزّزت القطيعة بين الأديان والجماعات والمعتقدات!!!
ليس من حقّه، مستفيداً من حذر الناس الرد عليه بقوة، خشية الاتهام بالتحريض، خصوصاً مع الجريمة التي تعرض لها ناهض حتّر، ليس من حقه والحال كذلك أن يصفعنا، ثم نقول لأنفسنا إننا سنبقى صامتين فمن يدري لعل ردّاً قوياً هنا، أو مواجهة لغطرسته هناك تؤول نتائجها لما لا نريده، فلسنا من المحرّضين على القتل، ولا نحن من حمل الصليب وهرول نحونا ليأكل البشر في المعرّة، بلد (أبو العلاء المعرّي)، تحت عنوانٍ عدوانيٍّ غاشم: "احمل صليبك واتبعني".
نحن تسامح صلاح الدين، وهو التسامح الذي جرى استغلاله أبشع استغلال من قبل الحملات الصليبية اللاحقة للحملة التي انتصر عليها صلاح الدين.
ما هكذا يكون الاختلاف يا موسى. ما هكذا يكون الاختلاف يا بسام. ومن المعيب استغلال (فرقعة) إرهابية هنا أو مراهقة عمياء هناك، للعودة إلى تلك القربة المخزوقة من إعادة محاكمة من جرت محاكمتهم من قِبَلِ أنظمة وقوانين وعلماء وباحثين ومفكرين ومتخصصين.
أخيراً وليس آخراً: أخشى أن يقودنا (خبث) صاحبك (الذكي)، إلى عواقب لا نريدها فيما هو يتسلى بالسباحة ضد التيار وضد وجدان الناس وضد السلم الأهلي.

نيسان ـ مصطفى توفيق أبو رمان ـ نشر في 2018-08-20 الساعة 18:35


رأي:

الكلمات الأكثر بحثاً