اتصل بنا
 

هوس المليون يطال مهرجان 'الزراعة' للزيتون

نيسان ـ نشر في 2019-12-04 الساعة 19:23

x
نيسان ـ نيسان- فاطمة العفيشات
"الغيرة حبلت الأميرة" هكذا قالت أمثالنا الشعبية في الغيرة التي ظلت حكرا على المرأة حتى ظهرت حكومة النهضة؛ فانتقلت حمى الغيرة بين الوزراء.
ظهر رقم المليون محطة لتنشيط السياحة فاحتفت الحكومة بالسائحة رقم مليون، لكن القصة لم تقف هناك، فصارت الحكة تنهش جسد بعض الوزراء ممن تورطوا في سحر الرقم وحضوره.
هذا وزير الزراعة، ابراهيم الشحاحدة وقع في الفخ ..لم يستطع كبح جماح الرغبة والشعبوعية في ملف مهرجان الزيتون.
الرجل أخذته اللهفة فاندفع مبكراً خلف أضواء المليون, خصوصاً بعد زيارة الملك عبد الله الثاني لمهرجان الزيتون, تلتها زيارة اخرى من رئيس الوزراء.
الشحاحدة قال بفخر لا يدانيه فخر إن عدد زوار مهرجان الزيتون لهذا العام , والذي يتم تنظيمه سنوياً في عمان ; استقبل مليون زائرٍ, فيما بلغت نسبة المبيعات مايقارب المليوني دينار.
وكأن الوزير في تصريحاته يريد ان يقول ان رقم المليون لم يقف عند السياحة فقط، نحن في وزارة الزراعة سنحتفي بالزائر المليون ايضا.
فرحة ونشوة يريد الوزير المعين حديثا "تبليعنا" اياها، اما المشاركون فليس من المهم ان يتذوقوا شيئا من هذا الفرح الغامض.
في الحقيقة الفرحة لم يتذوقها المشاركون في المهرجان، بل انهم اكدوا بأن الموسم هذا العام هو الأضعف اقبالاً وبيعاً مقارنة بالأوعوام السابقة.
المهندس معتصم الزغول أحد أعضاء نقابة المهندسين الزراعيين في عجلون قال بأن المهرجان منذ تأسيسه والإعلان عنه كان يهدف لدعم المزارعين الأردنيين البسطاء, ولكن 80% من المشاركين لهذا العام من أصحاب معاصر الزيتون .
وأضاف لـ"صحيفة نيسان" : المهرجان كان بحاجة للجان الفحص الحسي للكشف عن وجود تلاعب وغش في الزيت, لكن اللجنة رفضته ولم تكفله بالموقع بسبب مواصفات خاصة وضعتها للمذاق و الرائحة, مما تسبب بمشكلة حقيقية علماً أن الزيوت تختلف من منطقة لأخرى وأذواق الناس متعددة.
ولفت الزغول انه تحدث قبيل بدء مهرجان الزيتون مع القائمين على المهرجان وطلب منهم اعطاء الاولوية للمزارعين, الا انه تفاجأ بإرشاد القائمين عليه ومديحهم لزيت المعاصر ونصح الناس بأخذه لجودته العالية.
احدى السيدات المشاركات في المهرجان للعام الـ12 على التوالي (فضلت عدم ذكر اسمها), اكدت بأن المهرجان لهذا العام كان الأسوأ والأقل ضعفاً في الإقبال والمبيعات.
وقالت السيدة لـ"صحيفة نيسان" بأن لجنة من وزارة الزراعة ومؤسسة الغذاء والدواء حضرت الى المحافظات لفحص الزيت قبل مشاركته في المهرجان, وبعد التأكد من جودته , ختمت "تنكات الزيت" بختم خاص من الغذاء والدواء.
وأضافت :" اتصلوا بنا للمشاركة في المهرجان, وعند الحضور عرض الزيت على لجنة فحص حسي (تذوق) , رفض بعدها مشاركتنا لوجود طعم حاد فيه".
السيدة عبرت عن استيائها لرفض مشاركتها وحتى بعد تأكيد نتائج الفحوصات المخبرية سلامة الزيت, منوهة أن زيت الزيتون له انواع عدة منها الصحراوي و البعل والرومي والثدي, وغيرها وهو ما يجعلها تختلف في مذاقها ورائحتها من منطقة لأخرى.
السيدة اشتكت لوزير الزراعة الذي تواجد في المهرجان حينها ووعدهم بحل مشكلتهم , الا ان الوعود غدت ابر تخدير لا أكثر.
عدد من المشاركين استفزهم سوء تنظيم المهرجان لهذا العام وضيق المكان على عكس السنوات السابقة, وهو ما دفع بعضهم لمغادرة المكان جارين ذيول الخيبة وراءهم.
من جهتها مؤسسة الغذاء والدواء أكدت سلامة الزيت الذي ختمته بعد ظهور النتائج المخبرية, واشارت لـ"صحيفة نيسان" بأن لجنة الفحص الحسي (التذوق ) من شأن المركز الوطني للبحوث الزراعية والمسؤول.
بدوره نفى المركز الوطني للبحوث الزراعية على لسان مسؤوله الإعلامي المهندس رزق البلاونة, بأن اللجنة رفضت عينات المشاركين.
وأشار البلاونة بأن الفريق المكلف بالفحص الحسي تكون من موظفين في وزارة الزراعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية , وأن وزارة الزراعة وضعت شروطا للإشتراك بمهرجان الزيتون, وحددت قبول الصنف الأول والثاني من زيت الزيتون, ورفض الصنف الثالث, بعكس الأعوام السابقة التي كانت تضم الأصناف الثلاثة والتي جميعها قابل للإستهلاك.
وأكد بأن الشروط جميعها وضعتها وزارة الزراعة , والمشاركون الفنيون بالفريق هم فقط موجهون بحسب تعليمات الوزارة.
حاولت صحيفة نيسان التواصل مرات عديدة مع وزارة الزراعة إلا أن أحداً لم يجيب.

نيسان ـ نشر في 2019-12-04 الساعة 19:23

الكلمات الأكثر بحثاً