اتصل بنا
 

المخرج يترع الكأس قبل أن يهاتف سيده: ماذا تأمرون أيضاً؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-12-22 الساعة 11:14

المخرج يترع الكأس قبل أن يهاتف
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..اعتادت أمي _منذ ودّعت الحصيدة ورعاية الأغنام في سفوح وادي الرميل والتحقت بركب المدنية الضيقة في بلدة مليح_ الجلوس أمام شاشة التلفزيون، ومتابعة المسلسلات البدوية، فسحّت الكثير من الدموع؛ لقاء متابعة مشاهد مكررة للفكرة الحزينة ذاتها، قبل أن تندل "أم أحمد" على النوم رداً على سخف الشاشة.
أبدأ بهذا الاستهلال لأننا نمارس فعل النوم ذاته، والشخير أيضاً، فيما يواصل الرسمي التمثيل وإنتاج المسلسلات والأفلام والمسرحيات على شاشته السياسية.
بعد أن طال بنا الجلوس أمام شاشة صانع القرار وحين تأخذنا السِنَة ننام، ثم نفيق على الشاشة من جديد؛ ففقدنا ذاكرة الأشياء كلها، ثم أصبنا بسمنة الإحساس، وسمنة الإحساس هذه ليست صحية.
إنها يا سادة عادة النوم أمام شاشة صانع القرار التي تمارسها أمي على طريقتها، ونمارسها نحن منذ عقود بشيء من اللامبالاة.
صحيح أن الجلوس أمام شاشة صانع القرار يساعد على الاستغراق في النوم الوطني، لكن الأمر – بحسب أطباء المستقبل - يسحق السلامة العقلية والجسدية للمواطن، لكننا ننام عميقاً.
أما الجديد، فهو الذي وقع ذات مساء عندما ضحكنا جميعنا على حالنا، ضحك الممثلون وضحك المشاهدون وضحك حتى المخرج، وقهقه الجيران على نومنا.
نحن نتقن فن الحصول على النوم الوطني حد الاحتراف، ولأن هذه العادة الوطنية وخيمة الأضرار، كان بيننا من يصرخ محذراً، لكن صرخاته تبخرت أو أخرست، ثم أصيب بعضهم بعدوى النوم، فيما "طفش" آخرون من الغرفة ومن المنزل والحارة كلها، والنية البحث عن شيء من أكسجين الحياة.
المخرج يرى كل ذلك بوضوح، لكنه يضع حبات الكستناء على موقده الشتوي، ثم يترع الكأس قبل أن يهاتف سيده متسائلاً: ماذا تأمرون أيضاً؟

نيسان ـ نشر في 2021-12-22 الساعة 11:14


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً