خسائر مالية ضخمة تنتظر (البارشا) عند انفصال كاتالونيا
نيسان ـ نشر في 2015-09-30 الساعة 13:55
فتحت الانتخابات الأخيرة للبرلمان المحلي في إقليم كاتالونيا شمال إسبانيا الباب أمام استقلال الإقليم عن مدريد، عقب تصدر لائحة "جميعا من أجل نعم" الانفصالية لهذه الانتخابات، مما يؤشر على تشكيلها للأغلبية في البرلمان المحلي.
نتائج وإن كانت تؤشر على إمكانية استقلال الإقليم، إلا أن ذلك سيكون له انعكاس كبير على مكانة واحد من أفضل فرق كرة القدم في العالم، وهو "إف سي برشلونة"، الذي تتجاوز مداخليه السنوية 600 مليون أورو، فضلا عن فوزه بعدد كبير من الألقاب خلال السنوات الأخيرة في الدوري الاسباني، ومشاركاته في أدوار متقدمة بالبطولات الأوروبية.
أول الأضرار التي ستلحق بالفريق الكاتالوني في حال الانفصال هو استبعاده من الدوري الاسباني، أحد الدوريات الأقوى في العالم، الذي يستمد أيضا قوته من التنافس بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة، ذلك أن القوانين المنظمة لـ"الليغا"، تحضر على الفرق غير الاسبانية المشاركة فيها.
رئيس رابطة الدوري الإسباني، خابيير تيباس، أدلى، منذ مدة، بعدد من التصريحات يؤكد فيها أن نادي برشلونة لن يلعب في "الليغا" في حال الاستقلال، مشددا على أنه "من المستحيل أن يستمر برشلونة في الليغا في حال انفصال إقليم كاتالونيا، لأنه حينها سيكون جزءا منفصلا عن البلاد".
وإذا لم يتم تعديل قانون الكرة الاسباني، فإن فرق كاتالونيا ستكون في حاجة لإنشاء قوانين جديدة لدوري محلي خاص بالفرق المحلية "الضعيفة" كناستيك وجيرونا وساباديل وياجوستيرا، بالمقارنة مع فريقي الدرجة الأولى إف سي برشلونة واسبانيول.
هذه الوضعية ستزيد من صعوبة تنافسية برشلونة في حال انضمامه للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بالنظر إلى ضعف الفرق التي ستنافسه في الدوري المحلي، مقارنة مع المنافسة الكبيرة التي يعيشها حاليا مع فرق اسبانيا كريال مدريد وأتليتيكو مدريد، بالإضافة إلى فلنسيا وإشبيلية.
من جانب آخر، فإن هذا الدوري المحلي سيحتاج إلى وقت طويل من أجل الحصول على العضوية في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وكذا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا"، كما حصل مع جبل طارق، آخر الملتحقين بالاتحادين، كما أن هذه المدة قد تطول من أجل رفع تصنيف الدوري في قائمة الدوريات الأوروبية من أجل المشاركة في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وتجاوز الدور التمهيدي لهذه الدوريات.
خسائر برشلونة لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستطول أيضا العائدات التي يحققها خلال السنوات الأخيرة، والتي تجاوزت في العام الماضي 600 مليون أورو، إذ إن النادي الكاتالوني يجني من البث التلفزيوني 160 مليونا في السنة، و116 مليونا كمداخيل بيع تذاكر جميع المسابقات التي يشارك فيها الفريق، بما فيها الدوري والكأس الإسبانيين.
بالإضافة إلى هذه المداخيل الضخمة، فإن النادي كان يجني 56 مليون أورو خلال أي مشاركة أوروبية يفوز فيها بلقب دوري أبطال أوروبا، خاصة في السنوات الأخيرة التي فاز فيها باللقب (2006، 2009، 2011، 2015)، مما يجعل مشاركته في دوري ضعيف بالمقارنة مع الدوري الاسباني تضعف من حظوظه في الصعود لمنصات التتويج.
أما بخصوص المشاركة الدولية للمنتخبات، فإن انفصال كاتالونيا عن إسبانيا ستكون له انعكاسات وخيمة على كلا الطرفين، ذلك أن أكثر اللاعبين الذين صنعوا مجد إسبانيا في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012، وحصد خلالها المنتخب لقب كأس العالم في 2010 وكاس الأمم الأوروبية مرتين، ينحدرون من إقليم كاتالونيا، ولعبوا لفريق برشلونة، وهذا ما يؤكد أن المنتخب سيتأثر بشكل كبير باستقلال الإقليم.