اتصل بنا
 

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الجامعات

نيسان ـ نشر في 2022-05-28 الساعة 17:13

x
نيسان ـ بقلم الدكتورة آلاء طارق الضمرات
أصبح الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحاضر مصطلحًا شاملاً وشائعًا للتطبيقات في مجالاتنا العلمية والعملية المختلفة, وعلى وجه الخصوص في المجال الأكاديمي, إذ يعتمد على التعلم الرقمي التفاعلي والذي يهدف لفهم طبيعة الذكاء البشري من خلال إنتاج تطبيقات محوسبة تحاكي السلوك الإنساني الذكي، سواء بحل المشكلات والتدريب على حلها أو باتخاذ قرارات تهدف لدعم العملية التعليمية.
وتحظى الجودة في النظام التعليمي العالي باهتمام متزايد في جميع الجامعات التي تهدف إلى أن يكون خريجوها منافسين وناجحين في الأسواق العالمية، لذا فإن الجامعات المتقدمة في ترتيبها بالتصنيفات العالمية هي التي تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتستغله أحسن استغلال, وبالتالي فإن الدول المتقدمة تطبقه بإستراتيجية أولى للتقدم والانجاز العلمي, والابتكار ولضمان جودة التعليم فيها, ومن هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في محاكات العقل البشري لإنجاز المهام بفعالية وكفاءة تساعد في تخليد الخبرة ومنعها من الاندثار من خلال التعليم عن بعد، ‏فهو وسيلة فعالة لتخزين البيانات ومعالجتها لمساعدة المتعلمين في فهم القواعد والنظريات وكيفية استخدامها.
إذ أن من أهم مبررات استخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة وخاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم هو التطور في العلوم السلوكية والتربوية وظهور بعض العلوم التربوية الجديدة، كعلم التصميم التعليمي مما دفع إلى البحث والتفكير في كيفية توظيف هذه المعارف واستثمارها لتطوير العملية التعليمية التربوية بكافة عناصرها، خاصة في ظل الانفجار المعرفي وتزايد المقبلين على التعليم وعدم قدرة المؤسسات التعليمية على استيعاب هذه الأعداد مما أدى كضرورة ملحة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي كبديل في المنظومة التعليمية.
وتكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في اعتماده على الاستدلال والاستقرار ففي حالة عدم توافر جميع المعلومات والبيانات اللازمة وقت الحاجة فإنه يكون قادر على التوصل إلى حل للمشكلة فهو يقوم في تشخيص الحالة التعليمية بما يحقق مستوى تعليمي عالي ومكتسب لدى المتعلمين, ويعمل على فحص ‏كافة الخطوات التصميمية وكيفية تنفيذها بما يتوافق مع خصائص المنظومة التعليمية المتكاملة من المعلمين والمتعلمين والمناهج الدراسية لتحقيق الفائدة القصوى منها، إذ يؤدي الذكاء الاصطناعي دور المعلم ويبدي الاستشارات في مجال التعليم، ويساعد على اتخاذ القرارات التي تتناسب مع الموقف التعليمي وقدرات المتعلم من خلال النماذج التحليلية التي يضعها لتصف حالة المتعلم وما يتعلمه، وما أخفق في تعلمه.
ويُمكن للمتعلم استخدام الجهاز المحمول الذكي خلال التعليم للوصول إلى أي معلومة أو مصدر من مصادر التعلم أو النظريات والاختبارات اللازمة في أي مكان وزمان، إذ يقوم نظام التعليم الذكي من تقييم أداء المتعلم, ثم نقل هذا التقييم إلى قواعد بيانات تسجيله, ومن ثم تقديم الدعم والتغذية الراجعة له، أي أن هذا النظام يتأقلم مع الحاجات الفردية للمتعلم, ويتيح للمعلم من خلاله مراقبة الأداء الخاص بالمتعلمين والتواصل معهم. ويمكن تلخيص استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم بالتوجيه الذاتي للمتعلم، وإكسابه مهارات القرن الحادي والعشرين، والوصول للصفوف الدراسية عن بعد، والتفاعل معه، والتعليم لمدى الحياة.
ولا يزال تطبيق الذكاء الاصطناعي في الجامعات الأردنية حديث العهد فهي محدودة على أرض الواقع, ويُمكن تفعيل دورها من خلال تبني القيادات الأكاديمية في الجامعات لهذا المفهوم, والسعي الحثيث للتخطيط المناسب والجيد لاستخدام تقنياته في العملية التعليمية, والعمل على تجهيز البنية التحتية الرقمية المناسبة التي تعزز وتدعم تقنيات الواقع الافتراضي, ثم القيام بالتدريب المستمر للمعلمين والمتعلمين على سُبل التعامل مع هذه التقنيات الحديثة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منها بأقصى درجة ممكنة, بالإضافة للتقييم المستمر لمدى تحقق الأهداف المطلوبة من عملية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

نيسان ـ نشر في 2022-05-28 الساعة 17:13

الكلمات الأكثر بحثاً