اتصل بنا
 

ثلاثة أحزاب يمينية كبيرة بتأييد جماهيري متواضع

نيسان ـ نشر في 2022-10-05 الساعة 11:40

x
نيسان ـ متابعات..
يرى منتقدون للمسيرة الإصلاحية، أن عملية هندسة الأحزاب، لم تنتج، إلى هذه اللحظة، غير ولادة متعسرة لحزبين مواليين، وعملية دمج قسرية لحزبين إسلاميين وسطيَّين، أي أن عملية التفريخ ما زالت تشتغل في حقل اليمين، ولم تصل بعد لتنظيم القطاع الراديكالي سواء الأحزاب اليسارية والقومية أو التيارات الإسلامية الجذرية، مثل جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية؛ حزب جبهة العمل الإسلامي.
رسّخ هذا التوجه، ما يمكن أن يطلق عليه، الموقف الأيدولوجي من العملية الحزبية برمتها، بمعنى أن مراكز القرار تتبنى موقفا أيدولوجيًا، تسعى من خلاله لنزع الأحزاب التقليدية من أيدولوجياتها، فهي ما فتئت تروج للبرامجية، بل إن هذا المصطلح ورد في أدبيات ومخرجات اللجنة المَلِكية لتحديث المنظومة السياسية غير مرة، وهو تلقائيا حسم شكل المرحلة المقبلة، بالانحياز ضد الأحزاب التاريخية، ورفعها، بأيدولوجياتها إلى مستوى تحنيطي، ليركنها على رف السرديات الكبرى الآفلة شموسها.
لكن الذي لم يُحسب حسابه، في أثناء هذه العملية القيصرية لتوليد الأحزاب ودمجها، أن هذه الأحزاب لا تمتلك كتل وحواضن اجتماعية صلبة، ولا مقولات فكرية يمكن أن تخلق حوارا فكريا ينتج تحالفات مصالح واسعة، تحشد من خلالها للانخراط في معركة تداول السلطة والمواقع المؤثرة في التشريع والإدارة والرقابة، بل إن ما جرى حتى هذه اللحظة هو الإيعاز لبعض الطامحين لمواقع وظيفية عليا، بتأليف مجموعات مصالح ضيقة سرعان ما ستتفجر فيها الخلافات فتنثرها أشلاء وشظايا.
بالطبع، لا بد من الاعتراف بأن الأحزاب الجديدة، استطاعت أن تحسم وتتجاوز مرحلة توزيع المناصب والمواقع داخلها، لكن تبقى هناك ثمة أسئلة تحوم برسم الإجابة، وهي أيضا في عهدة المهندسين؛ هل ستتمكن هذه الأحزاب من حسم مَن مِن أعضائها سيدخل قوائم الترشح للبرلمان القادم، وتجتهد في ذلك متحدة لتحقيق أهدافها البرامجية، وهل ستتمكن الأحزاب الفائزة بأغلبية المقاعد من تشكيل الحكومة البرلمانية المنتظرة؟ وإن استطاعت ذلك، هل هي مؤهلة فكريا لصياغة برامج وخطط لإنقاذ الاقتصاد والمجتمع من الأزمات الخانقة التي تمر بها البلاد؟
أما الأحزاب الجذرية فمشكلتها أعمق وأعقد، فالأحزب اليسارية والقومية ما زالت تنظر بعين الشك للعملية الديموقراطية برمتها، والإسلام السياسي ما زال يجرب أساليب المعارضة والشعبويات، فقد خدرته عقود من الدلال الرسمي، ولم يعتد العمل في أجواء ملبدة بالجفاء الرسمي.
التحدي الفعلي للأحزاب قاطبة اليوم، هو الموقف الشعبي الذي بات يتعامل بذات اللّايَقينية تُجاه الأحزاب كلها، وسط شكٍ بات فلكلوريا من أي مخرجات رسمية ، وشملت ظلال الشك حتى أحزاب المعارضة التقليدية.

نيسان ـ نشر في 2022-10-05 الساعة 11:40

الكلمات الأكثر بحثاً