اتصل بنا
 

قلق تجار أردنيين من خسارة مستورداتهم في عرض البحر الأحمر

تساؤلات حول مصير سفينة حجبتها أعمدة دخان عن ميناء العقبة

نيسان ـ نشر في 2025-02-17 الساعة 20:42

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
في واقعة يكتنفها الغموض وسط تعتيم إعلامي، التهم اللّهب سفينة شحن ترفع علم هونغ كونغ قبل أسبوعين أثناء إبحارها في البحر الأحمرفي طريقها إلى ميناء العقبة.
في الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير، كانت السفينةASL Bauhinia تمخر عباب البحر الأحمر حين أرسلت نداء استغاثة عقب نشوب حريق على سطحها. وتفيد الأنباء لاحقاً بإن ربانها أمر طاقمها الصيني بإخلائها أثناء الاشتعال. على أن الأنباء تضاربت حول مصير السفينة بين تركها في عرض البحر و"شحطها" قرب شواطئ إريتريا جنوب غرب البحر الأحمر.
مركز المعلومات البحرية المشترك التابع للقوات البحرية المشتركة أعلن أن الحريق ليس مرتبطاُ بنشاط الحوثيين المسلح، ورجّح اشتعاله بفعل "انفجار شحنة خطرة".
وكانت ASL BAUHINIA – التي شُيدت قبل ثلاث سنوات بسعة 1930 حاوية - في طريقها من جبل علي بالإمارات العربية المتحدة إلى العقبة عندما شبّت النار على سطحها. وكانت تحمل حاويات لعدة خطوط شحن عالمية، من بينها بضائع مستوردة لتجارٍ أردنيين.
قلق واسع بين التجار الأردنيين

وأثارت الحادثة قلقًا واسعًا في أوساط التجار الأردنيين، خصوصًا أن غموض عمليات الإنقاذ وإجراءات الإغاثة المتبعة يهدد بخسائر مالية فادحة.
رئيس غرفة تجارة عمان والاردن خليل الحاج توفيق، يؤكد لموقع نيسان الإخباري أن السفينة الصينية المستأجرة لخطوط إماراتية سحبت لأقرب ميناء لمعاينتها.
وردا على استفسارات موقع نيسان، يوضح الحاج توفيق أن "الحريق أصاب سطح الباخرة، وهذا يعني أنه من المحتمل أن تكون الحاويات العائدة لتجار أردنيين لم تتضرر، بالنظر إلى ان ميناء العقبة هو أخر محطات السفينة".وجهة السفينة



وحول وجهة السفينة وطبيعة المواد التي تعرضت لألسنة النيران، يوضح بأن المعلومات الدقيقة شحيحة حول طبيعة الحاوية التي تعرضت للحريق". ويؤكد وجود حاويات "غير مؤمنة" على متن السفينة." وبالاستناد إلى "قضايا مشابهة فإن الحادثة تحتاج لوقت لتحديد المسؤولية وتقدير حجم الخسائر" ، بحسب الحاج توفيق.
ويضيف: "نحن في الغرفة نتابع أولا بأول"، في انتظار صدور المعلومات الأولية خلال اسبوع أو أكثر.
أمين عام نقابة الملاحة في الأردن الكابتن محمد الدلابيح يوضح من جانبه لموقع نيسان الإخباري أن مالك الباخرة الصيني لا يمكنه التصريح بأي شيء قبل صدور التقرير الفني. ويؤكد أن خط سير السفينة كان سيمر بجدة قبل حادثة الحريق ومن ثم مصر فألأردن؛ ما يعني بالنسبة للخبير البحري أن "البضاعة الأردنية بخير".
ويشرح الكابتن الدلابيح بأن "الحاويات اللي فوق تنزل في أول ميناء، وهو ميناء جدة، في حين أن ميناء العقبة هو آخر محطة، ما يعني أن الحريق السطحي لا يحدث أي أذى للحاويات التي في أسفل السفينة".

سفينة تائهة في البحر بعد اسبوعين من الاحتراق


بعد اشتعال الحريق وإخلاء طاقمها، تركت السفينة لمصيرها في عرض البحر دون تأمينها في أي ميناء أو إيجاد غطس آمن لها، ما يعني أنها وحمولتها معرضة للتلف أو الاستيلاء أو الغرق، بحسب خبراء في قوانين الملاحة البحرية.
ورغم مرور أسبوعين على الواقعة البحرية، لم تتضح بعد تفاصيل عمليات الإنقاذ أو مصير السفينة والبضائع المشحونة عليها، ما يضع المستوردين، بمن فيهم التجار الأردنيون، أمام أزمة حقيقية.

تضارب المعلومات حول وجهة السفينة

بشكل يبعث على الريبة، تتضارب البيانات الشحيحة حول وجهة السفينة، فيما تحجب المعلومات المتداولة في الأردن وجهتها الأولى، وهي ميناء العقبة.
هذه الحال تتعارض مع إصدارات لويدز البحرية البريطانية - الجريدة المرموقة – التي تؤكد أن مسار السفينة كان بين الإمارات والعقبة وليس جدة أو السويس أو جيبوتي؛ أو غيرها من قنابل الدخان.
رابط الخبر انقر هناhttps://www.lloydslist.com/LL1152372/Asean-Seas-Line-owned-containership-adrift-in-Gulf-of-Aden-following-cargo-fire



‏ مطالبات بكشف الملابسات

‏وسط شح المعلومات واحتمالات التعتيم المقصود، يحثّ تجار وخبراء ملاحة الحكومة الأردنية على تقصّي الحقائق لدى الخطوط البحرية ومالك السفينة ودولة اريتيريا من أجل ضمان حقوق عشرات التجار الأردنيين.
السفينة المؤجرة من ASL Asean Shipping Lines Hong Kong الصينية إلى ESL Emirates shipping line – UAE
تنتظم ضمن خطوط البحرية العالمية. هذه الخطوط تعزف عادة عن دخول موانئ البحر الأحمر خشية تهديد صواريخ الحوثيين ومسيّراتهم قرب مضيق عدن منذ تدفق طوفان الأقصى في غزة قبل 15 شهرا. ويلحظ مراقبون صلة بين الشركة المؤجّرة في هونج كونج والمستأجرة في الإمارات؛ اذ تشتركان بذات العنوان والمكاتب في سنغافورة وغيرها. هذه التفاصيل المتاحة عبر المصادر المفتوحة ترسم قوساً من التساؤلات حيال هوية المالك الفعلي، ودوافع غيابه عن الأضواء؟

‏انظر عنوان الوكيل في سنغافورة لكل من الشركتين ESL :و ASL

https://www.line-asl.com/lxwm/index_689.aspx?lcid=199

https://www.emiratesline.com/local-information/ country=SINGAPORE


‏تجاوزات ومخاطر

‏تعليمات ‏المنظمة الدولية البحرية تحظر تخزين أي حاويات أو بضائع مصنفة "خطر" داخل عنابر السفن، علما أن أسباب حريق الحاوية ما تزال غامضة. وفوق ذلك تفيد المعلومات المسربة بأن ‏الربّان الصيني أمر بوقف محاولات الإطفاء القصيرة و المتواضعة وطلب من الطاقم مغادرة السفينة. وهذا قرار خطير يؤشر إلى صعوبة السيطرة على الحريق بسبب خطورة حمولة الحاوية على الأرجح.

عواقب قانونية

‏ قرار الربان الذي يمثل المالك في تلك اللحظة، لا يمكن أن يمرّ بلا تبعات قانونية. فبموجب قوانين البحار، فإن مجرد ترك سفينة وحدها بمواجهة الأمواج يعني أن المالك فقد ملكيته لها، وكذلك أصحاب البضائع. وبالتالي من يسيطر على هذه السفينة يصبح مالكها الشرعي كما يملك أيضا البضائع على متنها.
هذا يعني احتمالية أن يفقد التجار الأردنيون بضائعهم في هذه الرحلة الصعبة، كما يرى خبراء وأصحاب تجارب أن التعويض أو إعادة الحاويات ليس سهلاً، في ضوء معلومات شبه مؤكدة بأن السفينة "شُحطت"؛ أي لم تعد طافية بل جانحة قرب سواحل البحر الأحمر.
شح البيانات والضبابية تطرح تساؤلات حول المواد الخطرة وماهيتها والوجهة النهائية للسفينة. كما يطرح الغموض عدة تساؤلات حول الجهة المستوردة والمستفيدة منها؟ ولماذا لم تُكشف عن هذه المعلومات بشكل رسمي؟
ويبقى التجار الأردنيون في حال ترقب وقلق على مصير بضائعهم، وسط غياب أي ضمانات لتعويضهم عن خسائرهم.
لذلك تستدعي هذه الواقعة – التي تحمل شبهات على غرار حوادث سابقة في عرض البحار- تحقيقًا شفافًا لكشف ملابساتها والإجابة عن حزمة أسئلة تبقى مفتوحة حتى تتكشّف الحقيقة، أو تتصدّى إحدى الجهات لبيان مصير السفينة ومصير البضائع على متنها.
في انتظار الإجابة من الجهات الأردنية المختصّة، مؤجر السفينة في الصين ومستأجرها في الإمارات ومقصدها التهائي في العقبة.

نيسان ـ نشر في 2025-02-17 الساعة 20:42

الكلمات الأكثر بحثاً