اتصل بنا
 

فشل عملية الاغتيال في قطر يحيل حلفاء الأمس إلى أعداء

نيسان ـ نشر في 2025-09-09 الساعة 20:32

فشل عملية الاغتيال في قطر يحيل
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
لم يتوقع رئيس الكنيست، وهو ينشر مقطع فيديو لقصف الدوحة مُعلنا أنه "رسالة إلى الشرق الأوسط بأكمله"، ولم يتخيل مسؤول في البيت الأبيض وهو يؤكد أن واشنطن قد أُبلغت مسبقا بالعملية الخاصة باستهداف مسؤولي حماس في قطر، أن تنتهي العملية إلى هذا الفشل الذريع.
إن فشل عملية الاغتيال هذه لا يقتصر على الإخفاق في تحقيق الهدف الأمني فحسب، بل من الممكن أن تكون له تداعيات خطيرة على إسرائيل، تمتد لتشمل أضرارا دبلوماسية وسياسية وأمنية قد تترك آثارا طويلة المدى.
فعلى الصعيد الداخلي، شرع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في محاولة لترقيع فشله، لكن محاولاته محكومة بالفشل.
أما على الجانب الأمريكي، فإننا أمام كارثة كبرى؛ فمنح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إسرائيل الموافقة الضمنية على قصف دولة حليفة مثل قطر، يُعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية ويُظهر استخفافا فادحا بسيادة الدول الأخرى.
وبالرغم من أن الإدانات الدولية الواسعة لإسرائيل والعقوبات الدبلوماسية التي قد تتعرض لها، إلا أن الجوهري في هذه الحادثة هو توريط الولايات المتحدة في عملية تآكل تحالفاتها أسرع من تآكلها لتحالفات أعدائها.
نعم، جاءت العملية بمثابة ضوء أمريكي أخضر واضح لا لبس فيه، خاصة مع وجود اعترافات رسمية أمريكية – قبل الإعلان عن فشل العملية – بأن واشنطن كانت على علم بها.
الرسالة التي يبعثها ترامب وإدارته إلى العالم واضحة: "أمريكا لا تحترم حلفاءها، لا عهد لها ولا اتفاق. نحن بلطجية". وهذا النهج هو ما دفعنا سابقا إلى تسمية وزارة الدفاع الأمريكية "بوزارة الحرب". وإذا لزم الأمر، فلن تتردد هذه الإدارة حتى في استهداف "تكساس الأمريكية" نفسها إذا وقفت في طريقها.
وفي ضوء هذه السخافة، أنصح الروس والصينيين بأن يحيطوا قادتهما بأقصى درجات الرعاية الصحية والطبية، فالخطر الحقيقي على حياتهما لا يأتي من عدو تقليدي، بل من نوبات الضحك التي قد تصيبهما وهما يرقبان ما يفعله الهواة في البيت الأبيض اليوم.
فمن يدير البيت الأبيض اليوم هم مجموعة من الهواة، يعشقون أفلام رعاة البقر ويحاولون تمثيلها في الواقع، لكنهم لا يدركون أنهم يؤدون دوري "الغبي والأغبى منه" في فيلم لا يعرفون نهايته.
أما على المستوى الاستخباراتي، فإن المحاولة الإسرائيلية الفاشلة ستؤدي حتما إلى تجميد المفاوضات أو انهيارها بالكامل، حيث فقدت حماس أي أثر للثقة في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل وهي تستهدف قيادتها في قلب عملية التفاوض ذاتها.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يشكل هذا الانتهاك الصارخ لسيادة دولة وعرف المجتمع الدولي ضربة وخيمة لواشنطن وحلفائها في تل أبيب.
أما على المستوى الأمني والإسرائيلي الداخلي، فإن هذا الفشل الاستخباراتي المدوّي يلحق ضررا جسيما بمصداقية أجهزة الأمن (الموساد) وقدرتها على تنفيذ عمليات حساسة خارج الحدود، خاصة في ظل وجود حليف استراتيجي مثل الولايات المتحدة في قطر.
والطريف – بل المأساوي – في الأمر، أن الهواة في إسرائيل وأمريكا أسرعوا إلى الاعتراف بالعملية قبل أن يتأكدوا حتى من نجاحها، مما دفع مكتب نتنياهو إلى التصريح عاجلا بأن العملية كانت "إسرائيلية خالصة"، في محاولة يائسة للتملص من الفشل، بينما يعلم العالم أن بريطانيا وأمريكا قدموا الدعم اللوجستي الكامل لها.

نيسان ـ نشر في 2025-09-09 الساعة 20:32

الكلمات الأكثر بحثاً