العصا بين التربية والعقاب.. لماذا فشلنا في تطبيقها؟
نيسان ـ نشر في 2025-09-13 الساعة 17:35
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
أعلنت وزارة التربية والتعليم أن استخدام العصا في المدارس ممنوع، وأن العقاب البدني يعد خروجا عن القانون.
يمثل هذا القرار، بلا شك، خطوة مهمة في سياق التربية الحديثة الرامية إلى تعزيز الشخصية السليمة للطلاب. لكن النظر إلى العقوبة البدنية بمعزل عن سياقها العام يُعد إجحافًا بحقها كأداة تربوية في الأصل.
لعل معاناتنا من الاستعمار الثقافي حولت العقوبة البدنية في أعيننا إلى مفهوم بدائي لا يستخدمه إلا المتخلفون، وهذا في حد ذاته ظلم كبير لهذه الأداة ولمن يمارسها بحكمة. إلا أن علينا الاعتراف بأن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك.
إن تطبيق قرار المنع سيكون ناقصا وغير فعال إذا لم يُسانده إصلاح جذري في البيئة التربوية الداعمة، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع المدرسي الأوسع. ومع ذلك، دعونا لا ننظر إلى "العصا" أو العقاب البدني على أنه مجرد "بعبع" مقيت، فهو ليس كذلك في جذوره.
فالعقاب البدني، في مفهومه الصحيح، هو أحد أدوات التربية التي تعترف بها حتى أرقى التشريعات، أليس السجن عقوبة بدنية؟ المشكلة ليست في الأداة ذاتها، ولكن في فلسفة استخدامها.
لقد تبنينا الرفض المطلق للعقوبة البدنية من الثقافة الغربية المعاصرة التي تذهب أحيانا إلى حد مناصرة الجاني على حساب حق الضحية، كما في رفض عقوبة الإعدام مثلًا.
إن الأحداث الجسام التي تمر بها أمتنا، تذكرنا بأننا نحتاج إلى سنوات طويلة لنتخلص من آثار الاستعمار الثقافي الذي اجتاحنا على مدى قرن. لكننا بدأنا الطريق على أية حال.
فلماذا نرفض العقاب البدني في المدارس اليوم؟ السبب منطقي جدًا. فالممارسون لهذه العقوبة (المعلمون) هم انعكاس لمجتمعهم بكل ما يعانيه من اختلالات.
لقد تحولت العقوبة البدنية من أداة تربوية هادفة إلى فعل انتقامي قائم على الغضب. الهدف الأصلي منها ليس الإيذاء، بل التصحيح والتربية، ولكن معظم من يمارسونها اليوم، يطبقونها كرد فعل غاضب وليس كإجراء تربوي مدروس.
الخلاصة أن إشكاليتنا ليست مع "العصا" بحد ذاتها، بل مع ثقافتنا المشوهة في تطبيقها. لقد أقرت حضارتنا الإسلامية سابقا مبدأ التأديب كوسيلة للتربية، وليس كعقاب أعمى.
وهذا هو المفهوم الذي نفقده اليوم، وهو ما لا يكاد أحد يطبقه بشكل صحيح. قرار المنع هو خطوة ضرورية لحماية الطلاب من الإساءة، ولكن العلاج الحقيقي يبدأ بإصلاح فلسفتنا التربوية بأكملها.
أعلنت وزارة التربية والتعليم أن استخدام العصا في المدارس ممنوع، وأن العقاب البدني يعد خروجا عن القانون.
يمثل هذا القرار، بلا شك، خطوة مهمة في سياق التربية الحديثة الرامية إلى تعزيز الشخصية السليمة للطلاب. لكن النظر إلى العقوبة البدنية بمعزل عن سياقها العام يُعد إجحافًا بحقها كأداة تربوية في الأصل.
لعل معاناتنا من الاستعمار الثقافي حولت العقوبة البدنية في أعيننا إلى مفهوم بدائي لا يستخدمه إلا المتخلفون، وهذا في حد ذاته ظلم كبير لهذه الأداة ولمن يمارسها بحكمة. إلا أن علينا الاعتراف بأن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك.
إن تطبيق قرار المنع سيكون ناقصا وغير فعال إذا لم يُسانده إصلاح جذري في البيئة التربوية الداعمة، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع المدرسي الأوسع. ومع ذلك، دعونا لا ننظر إلى "العصا" أو العقاب البدني على أنه مجرد "بعبع" مقيت، فهو ليس كذلك في جذوره.
فالعقاب البدني، في مفهومه الصحيح، هو أحد أدوات التربية التي تعترف بها حتى أرقى التشريعات، أليس السجن عقوبة بدنية؟ المشكلة ليست في الأداة ذاتها، ولكن في فلسفة استخدامها.
لقد تبنينا الرفض المطلق للعقوبة البدنية من الثقافة الغربية المعاصرة التي تذهب أحيانا إلى حد مناصرة الجاني على حساب حق الضحية، كما في رفض عقوبة الإعدام مثلًا.
إن الأحداث الجسام التي تمر بها أمتنا، تذكرنا بأننا نحتاج إلى سنوات طويلة لنتخلص من آثار الاستعمار الثقافي الذي اجتاحنا على مدى قرن. لكننا بدأنا الطريق على أية حال.
فلماذا نرفض العقاب البدني في المدارس اليوم؟ السبب منطقي جدًا. فالممارسون لهذه العقوبة (المعلمون) هم انعكاس لمجتمعهم بكل ما يعانيه من اختلالات.
لقد تحولت العقوبة البدنية من أداة تربوية هادفة إلى فعل انتقامي قائم على الغضب. الهدف الأصلي منها ليس الإيذاء، بل التصحيح والتربية، ولكن معظم من يمارسونها اليوم، يطبقونها كرد فعل غاضب وليس كإجراء تربوي مدروس.
الخلاصة أن إشكاليتنا ليست مع "العصا" بحد ذاتها، بل مع ثقافتنا المشوهة في تطبيقها. لقد أقرت حضارتنا الإسلامية سابقا مبدأ التأديب كوسيلة للتربية، وليس كعقاب أعمى.
وهذا هو المفهوم الذي نفقده اليوم، وهو ما لا يكاد أحد يطبقه بشكل صحيح. قرار المنع هو خطوة ضرورية لحماية الطلاب من الإساءة، ولكن العلاج الحقيقي يبدأ بإصلاح فلسفتنا التربوية بأكملها.


