اتصل بنا
 

اطلقوا سراح محبتكم في مواجهة كرههم

نيسان ـ نشر في 2016-04-26 الساعة 16:45

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

يذكرنا مؤتمر خطاب الكراهية بأسوأ ما توصلت له الإنسانية بعد ان تخلت عن المحبة والتعايش وانغمست بفنون الشيطنة والإقصاء.
وأنت تستمع للمتحدثين عن آثار خطاب الكراهية ليس في الاعلام فحسب، بل في المجتمع أيضا تدرك حجم القلق الذي سمحت بوجوده أنظمة عربية كأداة تقسيم جديدة.
لا شك ان أداة الكره واستنباته أخطر من تقسيم المجتمع أفقيا او طوليا وتبقيه رهينة تخلف واضطرابات انفعالية تحول دون تطور الإنسان وبنائه.
يكفي ان تمشي في الشارع اليوم، او تصعد في وسيلة النقل العام، او تحضر مناسبة عامة لتعود بسلة تفيض كرها وبغضاء.
لا تسأل عن الأسباب . فهي متعددة ومتوفرة في كل الرفوف الاجتماعية، سواء للنخب او العامة.
الجميع تحترق اصابعه بنار الكراهية، لكنه يواصل مسيرته بالاستناد الى ارشيف من الفشل والحرمان والتآمر وغياب العدالة وانعدام الفرص.
صحيح ان الدولة وفرت أسباب الكره مجتمعيا، منذ عقود، لكن المجتمع لم يكن بريئا ايضا، بل راكم الكره تلو الكره، حتى باتت وجبة دسمة لا يرتاح صاحبها ولا يهدا باله إلا بممارستها، ساعات الصباح الأولى وحين المغيب وعلى وسادة الزوجية.
مرعب ما يكتبه البعض ليس فقط على صفحات التواصل الاجتماعي، بل حتى في صحف ورقية ومواقع الكترونية، بعد ان انخرطوا في اصطفافات وتحالفات سياسية سرطانية، تعتاش على الدم والكره لتقزيم الانسان وتقريعه.
لا يكفي ان نواصل الادانة من دون نزع اسباب الكره والإقصاء والتشكيك والمؤامرة في المجتمع واستبدالها بزرع بذور المحبة في القلوب المتعطشة للتسامح.
صحيح لدينا تجارب أكثر من قاسية ليس على صعيد الدولة فقط، بل ان العشيرة لم تسلم، ولا حتى الأسرة النواة التي غدت وقودا يسهل حرقه طالما كان العنوان انا والانا فقط.
اليوم، وبعد ان هز معهد الإعلام الأردني الإنسان فينا، علينا ان نعمل جنبا إلى جنب، رسالتنا المحبة وسلاحنا التشارك، حينها سيلتقط ابناؤنا تفاحة السلام ورطب التعايش من دون تكلف.
من قال إننا عاجزون عن زرع شتلة محبتنا وأن انسانيتنا عاقر؟.

نيسان ـ نشر في 2016-04-26 الساعة 16:45

الكلمات الأكثر بحثاً