اتصل بنا
 

حاكم الفجيرة: التهديد بإغلاق مضيق هرمز أصبح من الماضي

نيسان ـ 24 ـ نشر في 2016-12-04 الساعة 13:42

x
نيسان ـ

أكد عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة حمد بن محمد الشرقي، أن التهديد بإغلاق مضيق هرمز أصبح من الماضي مع وجود خط أنابيب النفط حبشان-الفجيرة، ولم يستبعد أن تفكر دول الخليج في مشروع أنبوب مماثل.

وذكر الشيخ حمد الشرقي، في حوار مع وكالة أنباء الإمارات 'وام'، أن الفجيرة تحتل مكانة اقتصادية بارزة كثاني أكبر ميناء عالمي في تزويد السفن بالوقود بعد سنغافورة والثالث لتخزين النفط ومشتقاته في العالم، كما أنها تعتبر اليوم مركزاً عالمياً للصناعات اللوجستية النفطية بامتياز والمستقبل سيحمل الكثيرمن الأخبار السارة بهذا الخصوص.

وإلى نصّ الحوار:

ما هي الدلالة التي يحملها هذا الرقم من عمر دولة الاتحاد المديد وما هي الكلمة التي تتوجهون بها في هذه المناسبة الغالية؟

يسعدني في هذه المناسبة الغالية أن أتقدم بخالص التهاني إلى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإلى أخيه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى إخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، كما أتوجه بالتهنئة إلى أبناء وبنات وطني الغالي بمناسبة احتفال الإمارات بذكرى مرور 45 عاماً على قيام الاتحاد المجيد على يد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس اتحادنا وباني نهضتنا.

إن الاتحاد حلم ومشروع حضاري تحقق لدينا في زمن قياسي بينما يحلم به الكثير من الشعوب وتناضل من أجله الكثير من الامم لكننا وبفضل من الخالق حصلنا عليه وبجهود جبارة وخالدة من شيوخنا المؤسسين الأوائل، واليوم أمدنا الله بالاتحاد قوة وأدخلنا ضمن صفوف الدول التي تحاول دوماً أن تكون في المقدمة وأن يكون لها صيت وسمعة لا مثيل لهما.

ويوم الثاني من ديسمبر(كانون الأول) يعتبر يوماً استثنائياً من الفرحة من خلال الاحتفال بيوم عزيز على قلوب الجميع لذلك سيظل هذا التاريخ علامة بارزة في تاريخ الإمارات وذكرى خالدة نحييها كل عام بكل فخر واعتزاز لأنه يجسد ملحمة تاريخية مفعمة بالتحدي والصبر، قصة نجاح مليئة بالعبر لجيل اليوم والغد ففي مثل هذا اليوم قبل 45 عاماً أشرق فجر جديد في ربوع هذه الأرض الطيبة يحمل في طياته تباشير الخير والعطاء إذ تحول فيه الحلم إلى حقيقة وأصبحت الفكرة واقعاً ملموساً، إنه حلم قائد المسيرة طيب الذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأن يبني اتحاداً يضم الإمارات السبع في كيان واحد وتحت راية واحدة .

رؤية الاتحاد

الإمارات ما بين 1971 و 2016 مسيرة 45 عاماً بدأت برؤية بعيدة النظر من جانب المؤسس الراحل الشيخ زايد حين رأى في الاتحاد ركيزة أساسية للنماء والتنمية، ما هي أهم ملامح تلك الرؤية كما عايشتموها؟ وما هي الرسالة التي تودون نقلها إلى جيل اليوم والغد من أبناء وبنات دولة الاتحاد؟

إن الثاني من ديسمبر(كانون الأول) من العام 1971 شهد ميلاد دولة الإمارات والتي جاء ميلادها إيذاناً بتحقيق الحلم الذي طالما سعى إليه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان متمثلاً في تأسيس دولة اتحادية فتية قوية تركها أمانة في أيد أمينة هي يد رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات فقاموا بمواصلة قيادة مسيرة التنمية بحكمة وإخلاص وعزم على نهج الآباء المؤسسين.

وقد كانت رؤية الشيخ زايد لا حدود لها إذ وهب نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر منطلقا من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان وإقامة المدارس ونشر التعليم وتوفير أرقى الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات في كل أرجاء الوطن وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية وآلاف المنازل السكنية التي شكلت منظومة من المدن العصرية الحديثة وحققت الاستقرار للمواطنين، لقد كان بحق رجل التنمية ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم وأعطوا بكل سخاء من أجل عزة وطنهم وإسعاد شعبهم.

كان مؤسس عظيم ورؤيته عظيمة يرى التنمية بمنظور خاص فقد كان يؤمن بأن للتنمية محصلة واحدة هي تنمية ابن الإمارات ورفاهيته وأن جهود التنمية إن لم تشمل العنصر البشري وترتقي به علما وفكرا وثقافة فلا طائل من ورائها ولا نفع منها.

واليوم وبينما تقف الإمارات بثقة وعن جدارة في مصاف الدول المتقدمة يجدر بنا أن نفطن جيداً إلى أن الإنجاز الذي حققته دولتنا ما هو إلا خطوة في مسيرة التقدم والازدهار، إذ تنتظرنا مسيرة تطوير أسرع وتيرة وأشد إلحاحاً، وبما أن حياة الشعوب عبارة عن الأمس واليوم والغد فواجبنا استنباط الدروس من الماضي ولأن اليوم هو بداية المستقبل فإن أفضل الطرق للاستعداد للغد هي تركيز كل ذكائنا وحماسنا في إنهاء عمل اليوم على أحسن ما يكون واستشراف المستقبل وقراءة متغيراته بتفاؤل ويقظة وثقة.

أما رسالتي التي أود نقلها لأبناء وبنات الإمارات ولكل من يحب ترابها: تذكروا ان المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد كان يجثو على ركبتيه لتعانق الإمارات السحاب وعانقته.. رحمك الله يا شيخ زايد الخير.

الأمن والاستقرار

عالم القطب الواحد يتغير على وقع التوازنات الدولية الجديدة في حين تعاني منطقة الشرق الأوسط من الانفلات والاضطراب، فما هو سر الأمن والاستقرار الذي تعيشه الإمارات ويغبطها عليه العالم؟

بقدر ما تحيط بمنطقتنا أزمات واحتقانات إقليمية عديدة بقدر ما قيض الله لنا من قادة حكماء يتميزون ببعد رؤية وحصافة في ترتيب الأمور ومواجهة القضايا بعقل راجح ورأي مستنير يتعامل مع الوقائع بموضوعية وبحيث تكون مصلحة شعبهم هي الشغل الشاغل والاهتمام الأول.

ويأتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في طليعة أولئك القادة الذين شكلوا ملامح الاستقرار والتنمية والأمن ليس في الإمارات وحدها إنما على مستوى المنطقة بوجه عام إيماناُ منه بأن الإمارات بجغرافيتها وتاريخها وعناصر وحدتها الاخرى هي مفردات يمكن استثمارها على نحو أمثل يصون مقدرات الدولة ويوفر الأمن والامان ورغد العيش لمواطنيها.

شيء آخر مهم وهو ليس لدينا أي خلافات مع دول الإقليم ولا حتى مع العالم وأيضاً نحن لا نصب الزيت على النار في أي اختلاف في وجهات النظر مع أحد، وعندما نختلف يكون لنا وجهة نظر لا نفرضها على الآخرين ولا ننتقد كذلك الآخرين على اجتهاداتهم ونترك للزمن الحكم على مرئياتنا ومرئيات غيرنا، ليس لنا أي منغصات مع أحد لا في الإقليم أو خارجه، نحن دولة سلام وحتى إذا ما قلقنا نقلق في صمت والزمن كفيل بحل المشكلات وكلام الله تعالى يقول 'ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم'.

حكم الفجيرة

وعن البدايات الأولى لحكم الفجيرة وسقف الطموحات للإمارة قال الشيخ حمد الشريقي: 'عندما تشرفت بتكليفي ولياً للعهد من قبل الوالد المؤسس الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ومباركة من المؤسس الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بدأت استطلاع الأحوال في ذلك الوقت قبل تنفيذ برامجي لأني أود ان أكون على علم ودراية بوضع وإمكانيات المنطقة وقوتها ونقاط ضعفها'.

وفي الحقيقة تربطني وشائج كثيرة بالمنطقة ومنذ نعومة أظفاري كنت اسمع عن إمارة الفجيرة الكثير من والدي المؤسس ومن كل من هم حولي فلم تكن المنطقة غريبة علي، ذهبت وجلست مع إخواني مواطني المنطقة وأخذت فكرة شاملة لكن 'ليس من رأى كمن سمع' استكشافنا للوضع لم يطل فوجدت أن هناك إمكانيات كامنة هائلة فبالإضافة للزراعة الإمارة غنية أيضاً بالموارد الطبيعية إلى جانب شواطئها البكر والتي تعتبر كنز سياحي لا مثيل له في العالم ولا أريد أن أسترسل في الحديث عن الثروة الطبيعية فقط فهناك التنمية البشرية التي تعتمد على الإنسان في المنطقة وطموحنا لا سقف له ولن يتوقف حتى تصبح الإمارة 'ملء السمع والبصر' وحضن وحصن المواطن الإماراتي وكل من يعيش فيها أو يزورها.

لِمَ لا تحسمون هوية إمارة الفجيرة؟ هل هي صناعية أم سياحية ام زراعية؟

الأهم من هذا كله هو أن إمارة الفجيرة يسمو تاريخها هام السحاب ومدينة الفجيرة تحاكي بهاء التاريخ وعراقة المدن وترسم في ذاكرة الوطن قصيدة عشق لا تنتهي فصولها وأسهم موقعها كأقصى جزء في الوطن العربي من جهة الشرق في لفت الأنظار إلى أهميتها الاستراتيجية كونها من أقصر الطرق إلى الشرق ـ وهذه نقطة مهمة جداً ـ ومن ناحية أخرى كل السفن القادمة إلى شمال وغرب الإمارات تمر على إمارة الفجيرة أولاً فالفجيرة تمثل منطقة استراتيجية هامة ولدي ثقة أن للإمارة إمكانيات تؤهلها لتصبح ميناء الإمارات الأول إذا وضعنا في الاعتبار الانتهاء من مشاريع البنية التحتية الاتحادية والمحلية.

ولدينا خطط مستقبلية لإيجاد ما يلزم من بنية تحتية من مصانع ومخازن وورش للصيانة كما ان وجود النفط والصناعات البتروكيماوية واللوجستية كلها تشكل دلالات على مستقبل الإمارة الصناعي أما بخصوص السياحة فالفجيرة 'جوهرة الإمارات السياحية' لديها إمكانيات سياحية كبيرة جداً وتمثل السمات الطبيعية أحد أهم المقومات التي تعتمد عليها السياحة في الإمارة كما تستقطب الفجيرة الزوار والسائحين بما فيها من معالم تاريخية ومواقع أثرية إلى جانب العوامل المناخية المتمثلة في شمسها المشرقة على مدار العام ولا تزال الفجيرة تختزن سمات سياحية أخرى في خزائنها ستكشف عنها مستقبلاً جذباً للسياح.

قضية أخرى، أرى أن الزراعة ستشكل تحدياً كبيراً لنا من ناحية التربة واستهلاك المياه خاصة أن عدد المزارع بالإمارة يبلغ حوالي 27 ألف مزرعة فأرجو أن تتحول المحاصيل إلى محاصيل تحافظ على المياه والتربة بينما جو الفجيرة له أهمية لزراعة المحاصيل التي لا تنمو في الإمارات الأخرى فهي يمكن ان تنتج نباتات دوائية وللزينة وهناك سوق كبيرة للمنتجات المزروعة دون سماد صناعي أو كيماويات فللفجيرة إمكانيات كبيرة في هذا الصدد.

ولكن ما يهمني ذكره هو أن إجابتي على هذا السؤال لا تكتمل إلا بالتأكيد على ان إمارة الفجيرة لا يمكن اختزالها في صناعة أو سياحة أو زراعة فإمارة الفجيرة خليط رائع بين الأصالة التاريخية والحضارة المزدهرة ومدينة تنام على حافة البحر وجارة الجبل.

منذ سنوات قليلة يستبعد أكثر المتفائلين من المختصين والمحللين أن تتحول إمارة الفجيرة من اعتمادها على الزراعة التقليدية وصيد البحر إلى مركز عالمي ترتبط به صناعة النفط العالمية وما زال الكثير منهم غير مستوعب هذه الحقيقة، فكيف ترى موقع الفجيرة على خارطة صناعة النفط الإقليمية والعالمية؟ وما هو المستقبل الذي ينتظرها في هذا المجال؟

نحن ننشط في مجال تقديم الخدمات اللوجستية لصناعة النفط المحلية والعالمية وتحديداً كمركز عالمي لنقل وتخزين وتداول وتزويد وتصدير النفط ومشتقاته وفي هذا الخصوص موقعنا متقدم جداً على الخارطة العالمية، ونحتل مكانة اقتصادية بارزة كثاني أكبر ميناء 'عالمي' في تزويد السفن بالوقود بعد سنغافورة والمركز الثالث لتخزين النفط والمشتقات البترولية في العالم ومؤخراً دشنا أول رصيف لناقلات النفط العملاقة في الإمارات والأعمق عالمياً بكلفة 650 مليون درهم مما وضع اسم الإمارة ودولة الإمارات على خارطة الطاقة الإقليمية والدولية وتجارة النفط العالمية.

أما بالنسبة للمستقبل الذي ننتظره في هذا الشأن فالفجيرة الآن نعتبرها مركزاً عالمياً للصناعات اللوجستية النفطية بامتياز والمستقبل سيحمل الكثير من الأخبار السارة بهذا الخصوص خاصة أننا نعمل اليوم لكي نجني ثمار عملنا غداً والفجيرة نموذج للنجاح ونموها سيستمر بقوة.

دائماً ترتبط صناعة النفط بالنقل البحري ويؤكد البعض أن إمارة الفجيرة ستكون المدينة الملاحية الأولى في المنطقة في القريب العاجل؟

إن البنى التحتية والتجهيزات الأساسية الموجودة والقائمة في الإمارة هي ما يؤهلها لهذا الدور والإمارة تحولت اليوم إلى مدينة ملاحية عالمية بالفعل حيث يستقبل ميناء الفجيرة أكثر من 5500 سفينة سنوياً بالإضافة إلى أضعاف هذا الرقم من السفن التي نقدم لها الخدمات اللوجستية في منطقة المخطاف المحاذية للميناء والتي تعبر فيها سفن الخطوط الملاحية العالمية والتي تخدمها قرابة 120 قاطرة وسفينة متخصصة في خدمات تموين وصيانة وتزويد هذه السفن بالوقود فيما يخدم الميناء 20 قاطرة متخصصة لقطر السفن العملاقة لداخل وخارج الميناء كما وبلغ إجمالي تفريغ وتحميل البضائع في ميناء الفجيرة حوالي 98 مليون طن خلال العام الماضي.

مابعد النفط

هل يتوافق التحول الاقتصادي المفاجئ في الإمارة مع رؤية الامارات المستقبلية نحو تبني اقتصاد ما بعد النفط؟

الفجيرة تسابق الزمن نحو مستقبل واعد في ظل قيادة واعية ولا يمكن القول بأن هذا التحول مفاجئ وهو مدروس وينفذ حسب اجندة وطنية تقدم فيه كل إمارة مميزاتها التنافسية ورؤيتي تتركز في تمكين الفجيرة من تحقيق أهدافها من خلال بناء اقتصاد قائم على التنوع يحظى بقدرة على استقطاب استثمارات في مشاريع تنمية مستدامة وتساعد على خلق ثروات للإمارة ورفع مستوى المعيشة لجميع سكانها ونحن نتبنى سياسة التنويع الاقتصادي فبجانب الميناء أسسنا منطقة حرّة للتجارة قبل أكثر من عقد من الزمن وشهدت الحركة الاقتصادية والتجارية في الإمارة انتعاشاً وازدهاراً ملحوظين لا سيما مع قيام أكثر من 250 شركة باستثمار ما يزيد على 350 مليون دولار أميركي في المنطقة الحرة لوحدها وتغطي الشركات القائمة في المنطقة الحرة تشكيلة واسعة من النشاطات الاقتصادية بما فيها الاتصالات والهندسة والصناعة التحويلية إلى جانب الأنشطة التجارية نتج عن هذا تدفق ما قيمته 80 مليون درهم من الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة الحرة بالفجيرة خلال الربع الأول من العام الحالي وكانت المنطقة الحرة قد تدفقت إليها استثمارات أجنبية تقدر بنحو 9 مليارات درهم في عام 2015 في حين نجحت في استقطاب ما يفوق عن 250 شركة أجنبية في مجالات متنوعة في نفس العام بزيادة بلغت 5 بالمائة عن عام 2014.

منطقة 'فوز'

ومن منطلق التنويع الاقتصادي وجهنا في العام 2011 إلى تأسيس منطقة الفجيرة للصناعات البترولية 'فوز' وهي هيئة مستقلة تعنى برسم السياسات العامة والاستراتيجيات المتعلقة بالاستثمارات البترولية وتهدف لجذب الشركات العالمية ودعم وتنظيم الصناعة النفطية في الإمارة وتضم تحت مظلتها حاليا 12 شركة عالمية متخصصة في مجال تخزين وتداول النفط ومشتقاته إلى جانب مصفاة واحدة ويبلغ إجمالي الطاقة التخزينية للفجيرة حالياً 10 ملايين طن متري ستصل إن شاء الله إلى 14 مليون طن خلال الأعوام القليلة القادمة حيث تتركز سياسة منطقة 'فوز' حالياً على جذب استثمارات في مشاريع جديدة تقدم إضافة نوعية لقطاع الطاقة والتخزين في الدولة وتركز على نشاطات أخرى جديدة تضيف بعدا وعمقا أكبر لصناعة الطاقة وتحقق تكاملا مع المشاريع الحالية في الفجيرة بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام مثل الصناعات البتروكيماوية ومصافي التكرير والغاز المسال، وهيئة المنطقة الحرة بالفجيرة بجانب كل من ميناء الفجيرة والمنطقة البترولية تسهم بنسبة 60 % من الناتج المحلي للإمارة وتشغل السياحة جزء مهم من النسبة المتبقية حيث تضم الإمارة 39 منشأة فندقية بها حوالي 3900 غرفة فندقية فيما بلغ عدد نزلاء الفنادق بنهاية العام الماضي 991.704 نزلاء وبلغ حجم إيرادات الفنادق ما يقارب 439 مليون درهم ونتوقع ارتفاع الغرف الفندقية إلى 5 آلاف غرفة مع نهاية العام المقبل ما يؤشر لحركة نشطة في القطاع السياحي بالإمارة.

مضيق هرمز

أضحت الفجيرة محط انظار دوائر النفط والقرار الاقتصادي العالمي نحو اتخاذ مسار آمن لصادرات نفط الإمارات والخليج كلما حدث سوء تفاهم عند بوابة مضيق هرمز، فما تعليقكم على الطرح الذي يطالب بأن تكون الفجيرة بديل استراتيجي لمضيق هرمز على الأقل في الإمارات؟

عندما يقترحون نحن نخطط وعندما يتحدث العالم نحن نعمل وعندما يختلفون نحن نتفق ضمن أجندة وطنية والإمارات دولة لا تلهو بالزبد الذي يذهب جفاء ولكننا نركز على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض وليس لدينا ما نرد به إلا المنجزات الاستراتيجية على أرض الواقع فكان لدى الإمارات ما ترد به عملياً عبر إعلانها عن منجز استراتيجي أصبح موجوداً ويتمثل في خط أنابيب اكتمل إنشاؤه منطلقاً من حقول حبشان في أبوظبي إلى الفجيرة ليصب في مينائها الاستراتيجي المتطور مباشرة إلى الناقلات ما ينفي الحاجة إلى مرور النفط الإماراتي بمضيق هرمز.

خط أنابيب النفط الذي دخل الخدمة مؤخراً وأصبح جاهزاً لنقل نحو 70% من إنتاج الإمارات النفطي للأسواق العالمية تبدو فكرة ممنهجة وعملية للغاية على المديين الآني والبعيد مما يعني أن التهديد بإغلاق مضيق هرمز أصبح من الماضي ولا نكترث به كثيراً.

وكان نبأ هذا الخط قد فاجأ العالم لأن مضيق هرمز تعبره 20 ــ 30 ناقلة عملاقة يومياً بمعدل ناقلة كل ست دقائق في ساعات الذروة وعلى متنها 40 % من نفط الخليج، ويشرفنا أن نكون جزء من الحل لأي معضلة في المنطقة والعالم وهذا فخر للإمارات أن نكون جاهزين ومستعدين لمساعدة الجار والصديق في أي أزمة تلوح بالأفق.

دعوة لدول الخليج

هل نفهم من هذا أنها دعوة لدول الخليج لتصدير نفطها عبر ميناء الفجيرة؟

نحن نعمل مع الأشقاء في دول الخليج لما فيه مصلحة شعوبنا وعلى اعتبار أن دول الخليج تنتج 30% من النفط في العالم وتستعد الآن للربط عبر مشروع قطار الاتحاد وعندما أنظر إلى مسار القطار وهو يخترق كثبان الرمال أجد أنه معجزة وسط الصحراء التي لا يقوى على عبورها إلا الإبل حتى وقت قريب لكن الله وفق أبناء الإمارات والخليج على صنع كثير من المعجزات الحضارية بفضل القيادات الرشيدة ولا استبعد ان تفكر دول الخليج في مشروع انبوب خليجي للنفط وفي هذه الحالة سيكون المشروع استراتيجي وله مزايا فنية وتشغيلية وأهمية كبيرة للاقتصاد الخليجي بشكل عام ولا يخدم منطقة دون أخرى ولكنه يخدم دول الخليج ككل.

ونأمل أن يستوعب خط الأنابيب الإماراتي نفط الخليج المصدر بكامله خاصة أن هذه الأمنية تدعمها المحفزات الواقعية من الناحيتين الاقتصادية والأمنية لملاحة النفط الخليجي المصدر على اعتبار أن امتداد دول الخليج من الكويت إلى الفجيرة مثلا يقدر بـ 1480 كيلو مترا أي إنه ليس امتداداً كبيراً ما يدعم إمكانية بناء خط يشمل الخليج بكامله.

نيسان ـ 24 ـ نشر في 2016-12-04 الساعة 13:42

الكلمات الأكثر بحثاً