اتصل بنا
 

أسيران إسرائيليان يتابعان ما يجري من سيارة في ساحة التسليم.. رسالة ضغط على نتنياهو لاستكمال الصفقة

نيسان ـ نشر في 2025-02-23 الساعة 12:07

x
نيسان ـ في لحظة فارقة من عملية تبادل الأسرى، وفي مشهد يحمل دلالات سياسية وإنسانية عميقة، ظهر أسيران إسرائيليان لا يزالان في قبضة كتائب القسام، داخل عربة، يتابعان مراسم الإفراج عن زملائهم وسط مشاعر مختلطة من الأمل واليأس.
وظهر الأسيران وفق مشاهد نشرتها كتائب القسام داخل عربة الترحيل، في ختام المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، ليوجها رسالة قوية إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة بدء مفاوضات المرحلة الثانية.
بكلمات واضحة ومباشرة، وجها رسالة استغاثة إلى حكومة الاحتلال، داعينها إلى استكمال المفاوضات وإنهاء معاناتهم، موجهين حديثهم إلى نتنياهو: كفى الضغط العسكري يقتلنا.
المشهد حمل – وفق المتابعين- إشارة ضمنية إلى قدرة المقاومة على التأثير في مجريات الأمور، وإبراز استمرار احتفاظها بورقة الأسرى كورقة فعالة في وجه محاولات نتنياهو التهرب من استكمال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي أول تعليق، قالت قناة كان العبرية: إن حماس جلبت اليوم الجنديين الأسيرين أبيتار دافيد وغاي جلبوع دلال لحضور مراسم تسليم الأسرى عن قرب، وتحدثا برسالة مطالبين نتنياهو بعقد المرحلة الثانية من الصفقة.

لحظة التسليم ذاتها لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل بدت كرسالة محسوبة في كل تفاصيلها، تعكس إرادة المقاومة وعزمها وإصرارها نحو صفقة تنهي العدوان وتضمن الانسحاب والإعمار لغزة، وتبيض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين.
مشهد التسليم.. رسائل بليغة
في بداية المقطع المصور الذي نشرته كتائب القسام، تتوقف عربة لكتائب القسام في حقل زيتون تحيط به مبانٍ وأشجار دمرها قصف الاحتلال. يترجل الأسرى الثلاثة من العربة: إيليا ميمون إسحاق كوهين، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وهم يرتدون لباس جنود الاحتلال، برفقة مقاتلي القسام الذين يقودونهم.
أحد الجنود المفرج عنهم يعبر عن امتنانه لمقاتلي القسام، قائلاً بالعربية: “شكرًا كثيرا”، مؤكدًا أن المقاومة حرصت على حياتهم وحمتهم رغم المعارك الضارية. ثم يضيف بنبرة ندم: “كان بالإمكان أن نعود إلى بيوتنا قبل هذا الواقع، كل هذا ما كان يجب أن يحدث”، في إشارة إلى تعنت الاحتلال ودمويته خلال 15 شهرًا من الإبادة.
يتوقف الأسرى ومقاتلو القسام قرب شجرة زيتون تنبعت أغصانها بعد تسبب القصف بقصها من قرب جذعها الكبير. يتساءل أحد الجنود الأسرى: ماذا فعلت هذا الشجرة؟ هذه الشجرة يبدو أن عمرها 100 عام. لا يوجد هنا لا حماس ولا قسام.

أسير آخر يستعيد جذوره، قائلاً: “أجدادي من المغرب وتركيا، جدي جاء إلى فلسطين لسبب لا أعرفه. أعتقد أنه يجب على كل شخص أن يعود إلى موطنه”، في إشارة إلى طبيعة الاحتلال الذي جلب المهاجرين الصهاينة إلى أرض ليست لهم.
حشود الجماهير.. احتفاء بالمقاومة
في مشهد مهيب، توثق الكاميرات مراسم التسليم في مخيم النصيرات. تتقدم عربات الصليب الأحمر وسط الجماهير التي ترفع الأعلام الفلسطينية وتهتف للمقاومة. عناصر المقاومة من مختلف الفصائل يحيطون بالمكان، بعضهم يرفع لافتات توثق كبرى الاشتباكات التي خاضتها المقاومة.

النساء يوزعن الحلوى، الأطفال يصافحون المقاتلين، بينما يطبع أحد المقاومين قبلة على رأس طفل صغير وسط أجواء احتفالية تمجد صمود الشعب والمقاومة. وفي لحظة غير مسبوقة، يعزف النشيد الوطني الفلسطيني في ساحة التسليم، ما يضفي على الحدث رمزية وطنية عميقة.

الأسيران في العربة.. استغاثة مدوية
لكن اللحظة الأكثر تأثيرًا جاءت مع ظهور أسيرين إسرائيليين داخل عربة متوقفة في ساحة التسليم، يراقبان المشهد بتوتر وذهول. يتعرف أحدهما على الأسير المفرج عنه عومر فنكرت، قبل أن ينفجر الآخر قائلاً: “من فضلكم أنقذونا، نريد العودة إلى بيوتنا”.

تتصاعد نبرة التوسل، ويكرر الآخر: “نتنياهو، خلص، لقد أنهيت علينا، لقد قتلتنا”. صوتهما يرتجف، وهما يشاهدان زملاءهم يعودون إلى عائلاتهم، بينما هم لا يزالون في الأسر بسبب تعنت نتنياهو.
بكلمات يائسة، يوجه أحدهما رسالة صريحة إلى حكومة الاحتلال: “بعد 500 يوم في الأسر، نريد العودة مثلهم. قوموا بالمفاوضات كما يجب. الضغط العسكري لن يجدي نفعًا، بل سيقتلنا جميعًا”. ويضيف الآخر متوسلاً: “من فضلكم، كفى كفى، لقد بدأتم صفقة، استمروا فيها. الضغط العسكري ليس حلاً”.
ثم يوجه الأسيران نداءً مباشراً إلى الشارع الإسرائيلي: “لا تتوقفوا عن التظاهر، نحن نحلم بهذه اللحظة، نريد العودة إلى بيوتنا وعائلاتنا”.

رسالة ضغط على حكومة الاحتلال
وبرأي متابعين؛ جاء هذا المشهد ليشكل ضغطا إضافيا على نتنياهو، الذي يواجه انتقادات متزايدة من عائلات الأسرى والجمهور الإسرائيلي. فرغم تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة “طوفان الأقصى”، لا يزال مصير عشرات الأسرى مجهولًا، وسط تعنت الاحتلال في استكمال الاتفاق.
رسائل الأسرى حملت نبرة قاطعة بأن الحل الوحيد لعودتهم هو المفاوضات، لا التصعيد العسكري. بينما كان مشهد التسليم دليلًا حيًا على قوة المقاومة، وقدرتها على فرض شروطها في أي صفقة تبادل قادمة.

نيسان ـ نشر في 2025-02-23 الساعة 12:07

الكلمات الأكثر بحثاً